الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

بوصلة الذهب.. تضارب الأحداث والمشهد

غير قادرة على تحديد الاتجاه مؤخراً، وتتحرك ضمن نطاق متذبذب صعوداً وهبوطاً دون تحديد اتجاه صريح، هي بوصلة الذهب، والتي من المفروض أن تعمل كأداة تحوط في حالة ارتفاع نسب التضخم!

ذلك يعود لأسباب عدة، إذ من المعلوم أن المعدن الأصفر يتأثر بعدة عوامل سواء اقتصادية أو سياسية، لكن تضارب الأحداث مؤخراً هي من تتجاذب أسعار الذهب سلباً وإيجاباً.

من ناحية، ارتفاع نسب التضخم تقابلها سياسة متشددة من قبل الفيدرالي الأمريكي متمثلة برفع الفائدة 50 نقطة أساس مؤخراً مع وجود توجه لعدة رفعات خلال الاجتماعات المقبلة، ما يعطي قوة لمؤشر الدولار وبالتالي مزيداً من الضغط على أسعار الذهب.


من ناحية أخرى، أدت عمليات الإغلاق الحالية في الصين بعد عودة انتشار فيروس كورونا ومتحوراته إلى تقليص الطلب على معظم السلع.


إضافة لما سبق، استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا وإن خفت تأثيراتها المباشرة نتيجة العامل الزمني والتعود على المشهد، إلا أنها تبقى مصدر قلق من أي تطورات جديدة، ناهيك عن العواقب الناتجة عن استمرار فرض عقوبات على روسيا .

تضارب الأحداث مؤخراً هو الذي يتجاذب أسعار الذهب سلباً وإيجاباً صعوداً ونزولاً

قد لا يخفى على الجميع الكميات التي تم شراؤها من قبل البنوك المركزية منذ عام 2015 والتي زادات خلال العام الماضي، وكذا تصدر كل من روسيا والصين قائمة المشترين، ونتيجة لذلك نرى عمليات دعم واضحة من روسيا للمحافظة على أسعار الذهب، حتى من خلال وضع أرضية سعرية ثابتة، إضافة لعدة مقترحات أخرى دون إسقاط فكرة ربط العملة، وفي المقابل يرى بعض المراقبين أن الإدارة الأمريكية تتحرك لضرب هذه الأساسات التي تحاول روسيا بناءها.

بالأرقام.. يتداول الذهب حالياً عند قرب أدنى سعر له في مايو الحالي عند 1850، والتي في حال عاد للتنازل عنها سيفتح المجال لمزيد من التراجع باتجاه مستويات 1820-1830 دولاراً مبدئياً، وقد تمتد إلى أبعد من ذلك طبقاً لنوعية الأحداث المؤثرة حينها.

في حال تماسك الأسعار عند مستوياتها الحالية وبدء التحرك شمالاً مستفيدة من ضعف متوقع في عملة الدولار خلال الفترة المقبلة وتجاوز مستويات 1900-1910 دولارات للأونصة سيرفع من ترجيح استمرار التحرك الصاعد باتجاه مستويات 1950-1960 دولاراً مرة أخرى، والتي تمثل حالياً مستويات العرض الأهم ضمن الاتجاه العام للذهب.