الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الذهب والدولار.. ولعبة الكراسي الموسيقية

رغم أن قرار الاحتياطي الفيدرالي الأخير بزيادة أسعار الفائدة أشعل صراعاً شرساً في الأسواق عموماً، فإنه كان من اللافت هذا الصمود الكبير للذهب في مواجهة الدولار «عدوه اللدود»، والمستفيد الرئيسي جنباً إلى جنب مع عوائد السندات الأمريكية من أي ارتفاع في أسعار الفائدة، ومع ذلك فإن صمود المعدن النفيس لن يبعده عن دائرة الخطر إلى أن يتم رفع الفائدة مرة أخرى في يونيو، وقد يبدأ حينها في تصحيح أعمق، وربما يعاود انتعاشه بمجرد تسعير غالبية إجراءات التشديد النقدي، وهذا الأمر لن يحدث قبل اجتماع البنك المركزي الأمريكي في منتصف يونيو المقبل.

خلال الشهور الأولى من العام، حصل الذهب على تصفيق حار يستحقه بالفعل، فقد ارتفع 6.6% خلال الربع الأول، إلا أنه فشل في تحقيق مستوى قياسي رغم التضخم المشحون بالأزمات والتوترات الجيوسياسية التي تصاعدت في أعقاب الحرب الروسية- الأوكرانية، ما يطرح سؤالاً مهماً حول إمكانية اجتياز المعدن النفيس للأرقام القياسية التي بشر بها بعض المحللين لفترة طويلة؟

قد يؤدي تداول الدولار كملاذ آمن إلى عمليات بيع واسعة وعميقة في الأسهم الأمريكية

نعتقد أن هذا الأمر يبدو الآن بعيد المنال، فعلى المدى القصير، سيبقى الذهب محصوراً في نطاق 2000 دولار للأوقية، بينما سيفتح أي اختراق حاسم فوق 1970 دولاراً المجال لارتفاع جديد عند 2050 دولاراً.

يقيناً، فإنه من مصلحة المعدن النفيس أن يظل محاطاً بعناوين الأزمات والمخاطرة في وسائل الإعلام، خاصة ما يتعلق بالتضخم، والحرب في أوروبا.

كان ارتفاع الأسعار أحد أكبر العوامل الدافعة لسعر الذهب، ولكن من منظور تقني، فإن الذهب أميل للاتجاه الهبوطي، في المقابل نجح الدولار في اجتذاب رؤوس أموال جديدة من كافة أنحاء العالم، ومع ذلك فإن هذا الأمر سيضر بالشركات الأمريكية العابرة للقارات لأنها تحتاج إلى تحويل أرباحها الضعيفة من العملات الأجنبية إلى الدولار، وقد يؤدي تداول الدولار كملاذ آمن إلى عمليات بيع واسعة وعميقة في الأسهم الأمريكية.

رغم أن بعض المستثمرين يحاولون توجيه رأس المال بعيداً عن الأصول الخطرة، إلا أن أمامنا فترة قد تمتد إلى نهاية يونيو قبل حدوث التحول الأكبر في السوق، وبالتالي فإن الأسواق المتذبذبة الآن دخلت في أتون لعبة كراسي موسيقية، نعتقد أن الاقتصاد العالمي يشهد حالياً اتجاهات وتقلبات عميقة، تجبر صغار المستثمرين على التكيف مع أسواق تغير من جلدها، عبر الانتقال من مرحلة المضاربة إلى النمو، ما يفرض على المتداولين تعلم كيفية حماية رؤوس أموالهم بكفاءة في مواجهة المقبل المجهول.