الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

المنطقة.. ومستقبل المصرفية المفتوحة

رغم تزايد استخدام تطبيقات المصرفية المفتوحة حول العالم فإنها ما زالت تواجه عدداً من التحديات التي تؤخر انتشارها بشكل كبير، ويمكن تلخيص تلك التحديات بثلاثة أمور؛ أولاً، تردد المستخدمين الأفراد في استخدام المصرفية المفتوحة لما تتطلبه من مشاركة لمعلوماتهم المصرفية الشخصية مع طرف ثالث –كتطبيق ما- وتخيفهم من الوقوع ضحية لعمليات الاحتيال المالي. ثانياً، بطء مواكبة القوانين والتشريعات للنمو في مجال التقنية المالية. ثالثاً، عدم حماس القطاع المصرفي بشكل عام للانفتاح على المصرفية المفتوحة بسبب الاعتقاد أن انتشارها سيؤثر على عمل ونمو المصارف.

وفي مواجهة تلك التحديات، تستمر شركات التقنية المالية بالابتكار وتوفير منتجات جديدة ومتنوعة والدفع باتجاه نشر الاستخدام والتوعية به، ما يجبر الهيئات الرقابية على الإسراع في إنجاز القوانين الخاصة بذلك، وهذا كله من مصلحة المستخدم النهائي ومن مصلحة الاقتصاد.

المصرفية المفتوحة تستحق كل الدعم، وهذا ما بدأنا نلحظه في منطقتنا ونأمل باستمراره وتقويته

لا شك أن التقنية المالية ستتغلب على التحديات كما حصل في صناعات أخرى مثل تطبيقات التوصيل والضيافة والسفر وغيرها، لكنها بحاجة إلى دعم أكبر خصوصاً في مجل رفع الوعي المالي والتعريف بإجراءات الحماية التقنية المتوفرة في الخدمات المذكورة.

أما من ناحية القطاع المصرفي، فالعاملون فيه بحاجة إلى التفكير بطريقة غير تقليدية للاستفادة من التقنية المتطورة لتقديم خدمات مختلفة بدلاً من محاولة الحفاظ على طرق العمل التقليدية، وإن أصبحت تقدم بشكل إلكتروني، فالكثير من البنوك أصبحت تقدم عدداً كبيراً من خدماتها إلكترونيا، لكن مع بقاء التدخل البشري للموظفين مطلوباً لإتمام عمليات الزبائن، واستمرار البنوك بالعمل بهذه الطريقة سيشكل خطراً فعلياً على عملها مستقبلاً بدلاً من أن يكون فرصة للتطوير والنمو.

إن توفر المصرفية المفتوحة يتيح للمستخدم إنجاز عملياته المالية من دفع وقبض واقتراض وادخار واستثمار وغير ذلك، في وقت سريع جداً وبدون الحاجة إلى المرور بالكثير من عمليات التحقق وملء النماذج لأن كل ذلك يتم بشكل إلكتروني، والأهم من ذلك أن كل عملياته ستتم بكلفة صغيرة جداً من كلفة العمليات المالية التي تتم بشكل تقليدي، ولذلك، مع ارتفاع الوعي المالي وتطور التشريعات، لن يفكر المستخدم كثيراً في الانتقال لاستخدام خدمات التقنية المالية الحديثة.

المصرفية المفتوحة هي العامل الأساسي في عملية التحول المالي الذي سيغير طريقة تعاطي الأفراد مع عملياتهم المالية إلى الأفضل، ولذلك فهي تستحق كل الدعم، وهذا ما بدأنا نلحظه في منطقتنا ونأمل باستمراره وتقويته.