السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الأسواق الأمريكية.. تعافٍ أم التقاط أنفاس؟

الأسواق الأمريكية.. تعافٍ أم التقاط أنفاس؟

بيان نبيل

تنفس المراقبون والمتداولون الصعداء مع نهاية الأسبوع الماضي، حيث ارتفعت الأسواق بشكل قوي بعد سلسلة من أطول التراجعات الأسبوعية في تاريخ المؤشرات والتي امتدت على مدار 7 أسابيع متتالية، تراجع خلالها مؤشر الإس آند بي والذي يقيس أداء 500 من أكبر الشركات الأمريكية، محققاً نسبة تراجع 17% وبنسبة هبوط إجمالية 21% من قيمته التاريخية في شهر يناير الماضي، والتي تصنف كنسبة متفق عليها للدخول فيما يسمى بسوق دببة أو دورة هابطة.

وبطبيعة الحال حذت باقي المؤشرات حذو المؤشر المذكور، مع فوارق تعكس طبيعة المؤشرات، فتراجع مؤشر ناسداك الذي يُعنى بقطاع التكنولوجيا بشكل أكثر حدة، وبنسبة إجمالية 32%، بينما تماسك داو جونز الصناعي بشكل أفضل وبنسبة تراجع إجمالية 17%.

ومع نهاية الأسبوع حققت المؤشرات ارتفاعات تراوحت بين 5% و6% من إغلاقها الأسبوعي السابق، وبنسبة بين 8% و10% من القيعان التي شكلتها أخيراً.

وجاءت هذه الارتفاعات مع هدوء وغياب الأخبار المؤثرة، وقد بدأت الأسواق بتقبل فكرة السياسات النقدية المشددة المزمعة بعد خصمها سعرياً قبل التنفيذ، إضافة لوصول المؤشرات من ناحية فنية إلى مستويات عالية من التشبع البيعي.

ويعود بذلك السؤال الأشهر في هذه الحالات، هل تراجعت المؤشرات إلى قيعانها أم هي مجرد موجة ارتدادية مؤقتة؟

في الوضع الحالي شاهدنا المؤشرات تتحرك بشكل هابط منذ بداية العام وطيلة الأشهر الخمسة الماضية

في الحقيقة لن تجد جواباً قطعياً لهذا السؤال- على الأقل ليس في بداية الحركة الارتدادية- فمن المهم أن يدرك المتابع أن تشكيل القاع هو عبارة عن عملية وليس حدثاً.

فمن جهة فنية بحتة ورغم وجود تصورات تتوافق مع احتمالية تشكيل قاع، سواء رئيسي أو مؤقت، إلا أن هذه القراءات تتطلب مزيداً من الإشارات الفنية لدعم تشكيل اتجاه صاعد.

بينما من ناحية أساسية، فلا يبدو أن هناك تطورات إيجابية على مستوى التقارير والبيانات بما يدعم تغيراً فعلياً على مستوى الحركة السعرية، كما أن امتصاص فكرة التشديد النقدي مرحلي لا يلغي آثارها مستقبلاً مع مرور الوقت.

ومن ناحية تاريخية، تشير الإحصاءات إلى أن تراجع المؤشرات في سوق دببي يشهد عدة ارتدادات قوية تعرف بالراليات، ويكون أكثرها وضوحاً عند الوصول إلى نسبة التراجع 20%، والتي تشهد عندها المؤشرات حالة من الانتفاض لمحاولة إنقاذ الموقف، وتجنب الدخول في دورة هبوط مطولة، تنجح أحياناً في تشكيل اتجاه صاعد جديد، وفشلت في حالات أخرى، ثم عاودت الهبوط إلى مستويات تقارب 30-35% في المتوسط.

في الوضع الحالي شاهدنا أن المؤشرات تتحرك بشكل هابط منذ بداية العام وطيلة الأشهر الخمسة الماضية مع بعض التحركات العكسية، لذلك من غير المستبعد سلوكياً تشكيل رالي صاعد ضمن الاتجاه الهابط يستمر حتى موعد اجتماع الفيدرالي القادم أو حتى موسم إعلانات الشركات نصف السنوي.