الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

النهضة النووية

في عالم واع بالكربون، فإن المزايا العظيمة للطاقة النووية ليست فقط المزايا التقليدية المتمثلة في تنويع الوقود والاكتفاء الذاتي، بل إنه المصدر الوحيد الواسع النطاق والراسخ لتوليد الكهرباء والخالي من الكربون.

فمصادر الطاقة المتجددة كالألواح الشمسية وتوربينات الرياح وما تمثله من حلول مثالية، إلا أنها تعاني مشكلة أصيلة تستعصي على الحل. ففي الأيام الغائمة أو الساكنة لا يمكن استخدامهما لتلبية احتياجاتنا من الطاقة. والولايات المتحدة كانت من الدول السباقة في مجال استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، فمنذ ثمانينيات القرن الماضي تولد المفاعلات النووية نحو 20% من الكهرباء في البلاد.

وفي عالم اليوم تمثل الطاقة النووية 15% من إجمالي الكهرباء في العالم. ومنذ بداية القرن بدأ حجم كبير من القدرات الجديدة في الظهور والانتشار. فبين عامي 2000 و2010، دخلت 39 محطة للطاقة النووية حيز التشغيل كان معظمها في قارة آسيا. والواقع أن ثلاثة أرباع الوحدات الـ61 قيد الإنشاء حالياً موجودة في أربعة بلدان فقط هي الصين والهند وكوريا الجنوبية وروسيا.

وشرعت الصين في عملية بناء سريعة لمضاعفة قدراتها من الطاقة النووية إلى أربعة أضعاف بحلول عام 2020. كما استهدفت كل من الهند وكوريا الجنوبية نمواً كبيراً في نفس الاتجاه، وفي ديسمبر 2009، منحت دولة الإمارات العربية المتحدة عقداً بقيمة 20 مليار دولار لبناء أربعة مفاعلات نووية، وذلك لمواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء وتقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي.

في عالم اليوم تمثل الطاقة النووية 15% من إجمالي الكهرباء في العالم

أصبح هذا التوسع العالمي يعرف باسم «النهضة النووية». وحتى في أوروبا، تراجعت المعارضة التي حجمت من استخدامات الطاقة النووية منذ صعود الأحزاب السياسية الخضراء وكارثة تشيرنوبيل وبدأت في الانحسار. إذ تقوم فنلندا ببناء مفاعل جديد هو الخامس لها على جزيرة في بحر البلطيق. وعلى الرغم من تجاوز تكاليفه الميزانية المخصصة، إلا أن فنلندا ستمضي قدماً في إنشاء مفاعلين جديدين.

وفي بريطانيا، فتح التغير المناخي وتضاؤل إمدادات الغاز الطبيعي في بحر الشمال نقاشاً عاماً حول بناء ما يصل إلى عشر محطات جديدة للطاقة النووية. وفي السويد يصنف الرأي العام الآن ثاني أكسيد الكربون كتهديد أكبر من النفايات المشعة. وقد أغلقت السويد محطتين نوويتين في السابق، ولكن لا تزال عشر محطات تعمل إلى اليوم بل ويجري تحديثها من حيث القدرة.

كما تقوم فرنسا ببناء مفاعل جديد ضخم. وتمثل فرنسا نحو نصف إجمالي قدرة أوروبا على توليد الكهرباء من الطاقة النووية. وتعتبر هي البلد الأكبر المصدر للكهرباء في العالم.