الخميس - 14 نوفمبر 2024
الخميس - 14 نوفمبر 2024

ثقافة الإيموجي

ثقافة «الإيموجي»

«الإيموجي» أو الرمز الإلكتروني الموجود على أجهزتنا الإلكترونية الذكية والمعبر عن كثير من المفاهيم القديمة والمستحدثة وما تبعها من ملصقات إلكترونية «ستكرز»، شكلا ثقافة جديدة في التعبير عما يريد الشخص قوله أو فعله.

يمكن للرموز والملصقات الإلكترونية أن تتم إضافتها لبقية أدبيات التعبير التي عرفها الإنسان، كالشعر والنثر والأمثال والعبارات الأدبية المختلفة والمستخدمة في حياتنا اليومية، بعد أن حلت هذه الرموز مكان الكثير من الكلمات والعبارات التي كنا نقولها أو نكتبها أو نستخدم لغة الإشارة فيها.

فإذا كانت الكلمة جامدة لا قيمة لها إلا بعد أن يحركها اللسان ليُعرف بعد ذلك المرء بأصغريه (قلبه ولسانه)، فكذلك مُرسل الإيموجات يُستدل على ثقافته بعد أن يَبُث الروح في إيموجاته ليشعر المتلقي بنبضها، ولكن بعض مرسلي الإيموجات من يخفق في اختيار الإيموجي المناسب للشخص المناسب في الوقت المناسب، حتى إن بعض الإيموجات تستصرخ عندما يتم الضغط على زر إرسالها وكأن لسان حالها يقول «رُبّ زر قال لصاحبه دعني».

رغم أن الرموز والمُلصقات الإلكترونية وفرت على مستعمليها الكثير من الجهد في صياغة العبارات، فإن النفوس البشرية هي من تُلهم تلك الرموز والمُلصقات وجهاً جذاباً أو انطباعاً سلبياً

ومن ضمن ما يتم الاعتماد عليه في إرسال الرموز والملصقات مدى العلاقة بين الأشخاص، فقد يقبل المُتلقي بعض الرموز والملصقات من بعض الأشخاص في الأفراح والأتراح، ولكن تكون غير مقبولة وفي المناسبة ذاتها من أشخاص آخرين كان ينتظر المتلقي مشاركتهم له في المناسبة بالحضور أو بالاتصال المباشر، وقد تكون الرموز ذاتها والملصقات المرفوضة من أشخاص مقربين لعدم المشاركة المباشرة للمتلقي هي ذاتها محل تقدير أو إعجاب أو فخر إذا جاءت في المناسبة ذاتها من أشخاص لا تربطهم بالمتلقي علاقات قوية.

ورغم أن الرموز والمُلصقات الإلكترونية وفرت على مستعمليها الكثير من الجهد في صياغة العبارات، فإن النفوس البشرية هي من تُلهم تلك الرموز والمُلصقات وجهاً جذاباً أو انطباعاً سلبياً، فقد يعبر شخص من خلالها عن أصدق ما يختلج في صدره من حب الخير والتقدير للمتلقي، وقد تُستخدم ذات الرموز والملصقات قناعاً يُخْفي خلفه المنافق وجهه العبوس الذي يضمر الحقد والكره للمُرسل إليه.

ولأن الإيموجات والملصقات الإلكترونية تشغل مساحة كبيرة من مراسلاتنا اليومية فإننا بحاجة إلى أن نضعها تحت المجهر لنوظفها التوظيف الأمثل نظراً لتأثيراتها في بعض الأحيان على تواصلنا بالآخرين، لا سيما أن بعضها تؤثر في مشاعرنا وتحدد مسار مزاجنا اليومي بدءاً من إيموجات وملصقات صباح الخير، مروراً بمشاركتها لنا كافة ما تقع عليه أعيننا ونحن نتصفح هواتفنا الذكية، وانتهاءً وهي تدعونا إلى النوم والأحلام السعيدة.