استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة التغلب على معظم الأزمات التي مرت على العالم، مثل الأزمات المالية العالمية، والحروب التي شهدتها المنطقة، وغيرها من الأزمات التي عصفت بمناطق كثيرة من العالم، حيث يتميز السوق الإماراتي المحلي بنوعٍ من الثبات، على الرغم من أن الأزمات العالمية لها تأثيرها على الجميع بدرجات متفاوتة.
وكما يقولون، فإن التاريخ هو الملهم الأكبر، خاصة أنه في غالب الأحوال يكرر نفسه، فقد كان لدولة الإمارات فن الريادة في إدارة الأزمات وتحويلها إلى منحة بجعل السوق المحلي بيئة استثمارية جاذبة في مختلف المجالات التجارية والعمرانية والصناعية وغيرها، حيث تملك الدولة أفضل بنية تحتية، وتشريعات استثمارية، والأكثر أهمية من ذلك الأمن والاستقرار، وهو رأس المال الحقيقي في منطقة تشهد الكثير من الصراعات.
ومن أبرز الأزمات التي ضربت الاقتصاد العالمي، ولم يتأثر بها السوق المحلي أزمة أسعار النفط 1973، والتي اتخذت فيها الدول العربية في منظمة «أوبك» قراراً بإيقاف تصدير النفط إلى الدول الكبرى، والتي شملت بشكل أساسي الولايات المتحدة والدول الحليفة لها، ما أدى إلى أزمة اقتصادية في عدد من الدول المتقدمة، وفي هذه الأزمة أُطلق مصطلح «الركود التضخمي»، بسبب التضخم الحاد الذي أحدثه ارتفاع سعر الطاقة والوقود.
تلت ذلك أزمات عدة منها أسواق «النمور الآسيوية» التي نشأت في تايلاند عام 1997، وسرعان ما امتدت إلى بقية الدول (تايلاند وإندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية)، ومع ذلك صمد الاقتصاد الخليجي، ولم يتأثر بهذه الأزمة إلا بشكل طفيف.على الرغم من مرور العالم بمنعطف خطِر في الوقت الراهن فإن دولة الإمارات يظل لديها اقتصادها القوي
ومن ثم جاءت أزمة الرهن العقاري 2008 التي تعد من أشد الأزمات المالية وتسببت في انهيار أحد أكبر البنوك الاستثمارية في العالم، كما نتج عنها ارتفاع نسبة البطالة في العديد من دول العالم، ومن بعدها ظهرت أزمة الديون الأوروبية 2009 التي كانت تعرف باسم أزمة «منطقة اليورو»، وامتدت حتى عام 2012، ووضعت المنطقة الأوروبية على حافة الانهيار الاقتصادي.
وعلى الرغم من مرور العالم بمنعطف خطِر في الوقت الراهن، فإن دولة الإمارات يظل لديها اقتصادها القوي، وهو مثل الإسفنجة التي تمتص تلك الأزمات وتديرها بشكل ذكي، يدل على سياسة حكيمة في إدارة الأزمات، وها هي الدولة تستمر على هذا النهج في كبح جماح الغلاء الذي يشهده العالم، وهي قادرة بشكل كبير على تدعيم الاقتصاد وتقويته بشكل أكبر من أجل التغلب على الأزمات التي تعطف بالعالم، ومثلما نجحت الإمارات في التغلب على جائحة كوفيد-19 التي تسببت في شلل معظم دول العالم الكبرى، وعجزت تلك الحكومات عن تقديم الدعم لشعوبها، في الوقت الذي كانت فيه الإمارات طوق نجاة، لذلك يراهن شعب الإمارات والمقيمون بأن القادم دائماً أجمل لوطن زايد.