الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

السياسات الأمريكية.. فتّش عن الصين

المراقب اليوم لكثير من سياسات أمريكا وخططها وإجراءاتها يلحظ أن موضوع الصين ومنافستها سبب رئيس في اتخاذ هذه السياسات، فقد قيل: فتّش دوماً عن بكين كهدف وراء بعض القرارات الأمريكية، وعن واشنطن كسبب وراء عدد من الأحداث التي تجري للصين ومن حولها وفي العالم.

فمن التقارب الأمريكي المفاجئ من كوريا الشمالية والتعاون مع الهند والاحتفاء برئيسها مودي والسماح له بإلغاء القرار الدولي المتعلق بقضية كشمير، مروراً بتظاهرات هونغ كونغ وانتهاء بظهور صناعات اليابان العسكرية والمنافسة على بحر الصين، ستجد ربما أن الهدف من وراء ذلك هو الصين.

وإذا ما دققت النظر في سبب زيادة الحشود العسكرية الأمريكية في مناطق مختلفة كالشرق الأوسط الموجودة فيه أصلاً، ستستنتج أن ذلك قد يكون للصراع مع الصين ومحاصرة مشاريعها. وفي المقابل لو لاحظت الانسحابات الأمريكية المفاجئة من مناطق مختلفة من العالم وعدم الاهتمام بمناطق استراتيجية أخرى مهمة، فستجد أن المقصود منه ربما هو جر الصين لسد الفراغ ومحاولة توريطها في هذه المناطق المنسحب منها أو المعزوف عنها أمريكياً.


أما الحروب التجارية والإجراءات الاقتصادية الصادمة التي تقوم فيها أمريكا اليوم مع العالم، ومحاولة تغيير شكل العلاقة مع حلفائها والانسحاب من الاتفاقيات والمنظمات الدولية، فإن المنافسة مع الصين والخوف من صعودها هو أحد الأسباب وراء ذلك.


إضافة إلى هذا، رغبات واشنطن الأخيرة في شراء جزيرة غرينادا والوجود في المحيطات المتجمدة والمناطق الثلجية، وذلك لقطع الطريق على الصين أو استباق وصولها إلى تلك المناطق، ومنافستها في مجال ما يعرف باقتصاد الجليد، علاوة على التسابق في مجال الفضاء خصوصاً بعد إجراءاتها المتعلقة بمحاولة تنظيم استغلال مواردها، حيث اتخذ الكونغرس الأمريكي عدداً من القرارات حول ذلك.

هذه بعض الأمثلة التي لا حصر لها حول هذا الموضوع، والحاصل اليوم في العلاقات الدولية هو أن القطب الأمريكي يحاول إعادة تموضعه الاستراتيجي وتشكيل سياساته وخططه، تبعاً لعلاقة المنافسة والصراع مع العملاق الصيني القادم والذي كافح طويلاً من أجل الوصول إلى هذه المكانة الدولية، بحيث يمكن القول: إن الصين اليوم هي كلمة السر وراء الكثير من تحركات أمريكا، واستراتيجياتها، وتغيير أساليبها، وتعاملها مع كثير من القضايا والمواضيع والأحداث الدولية.