الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

المتناطحون على الرئاسة

«المتناطحون» عنوان كتاب للكاتب الأمريكي ليستر ثرو، تحدث فيه عن الصراع بين ثلاثة أقطاب على قيادة العالم في المستقبل، هي أمريكا وأوروبا وآسيا.

وبالقياس سيتم التنافس على الرئاسة الجزائرية يوم 12 ديسمبر القادم، خمسة شخصيات تمكنت من اجتياز الإختبار الأول هم: الوزير الأول الأسبق عبد المجيد تبون بصفته مترشحا حرا، والوزير الأول الأسبق ورئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، ووزير السياحة الأسبق ورئيس حركة البناء عبد القادر بن قرينة، ووزير الثقافة الأسبق ورئيس التجمع الوطني الديمقراطي عز الدين ميهوبي، ورئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد.

وهكذا قبلت سلطة تنظيم الإنتخابات خمسة ملفات فقط، وأقصت 18 ملفا من أصل 23 الذين أودعوا ملفاتهم، من أصل 143 شخصية سحبت استمارات الترشح، والمقدرة بملايين النسخ والتي كلفت الخزينة العامة مبالغ ضخمة، مما جعل الكثيرين يطالبون بإعادة النظر في قانون الإنتخابات.


وفي قراءة أولية للمترشحين، يتضح أن هناك 4 أحزاب مقابل مترشح حر واحد، لكن هذا الأخير عبد المجيد تبون هو الذي تمكن من جمع عدد أكبر من توقيعات الناخبين المقدرة بـ 104 ألف توقيع، في حين يشترط القانون 50 ألف، الأمر الذي جعل المحللين يعتقدون أنه سيكون الفارس الأوفر حظا للفوز.


كما يلاحظ أن ثلاث شخصيات تخوض سباق الرئاسة لأول مرة: تبون، ميهوبي، بن قرينة، في حين يخوضها بن فليس للمرة الثالثة وبلعيد للمرة الثانية.

ويلاحظ أيضا عدم وجود تنوع سياسي وإديولوجي يعكس الواقع الجزائري، حيث يمثل 4 منهم التيار الوطني، في حين يمثل بن قرينة التيار الإخواني، ويغيب عن السباق اليسار الذي مثلته لويزة حنون الموجودة في الحبس العسكري عدة مرات، كما غاب التيار الأمازيغي عن القائمة، بسبب مقاطعته للإنتخابات من أصلها، بحجة عدم توفر شروط نجاحها.

كذلك أربعة مترشحين سبق لهم تقلد مناصب وزارية مع الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، أما بلعيد فقد سبق له أن ترأس منظمة طلابية تابعة للنظام، الأمر الذي جعل الملاحظين يقولون أن المترشحين لا يعكسون مطالب الحراك بالتغيير الجذري.

أما الملاحظة المهمة، فتكمن في فشل شخصيات إعلامية وأكاديمية مشهورة على غرار الإعلامي المشهور سليمان بخليلي، والأكاديمي فارس مسدور، رغم أن لديهم أتباع بعشرات الآلاف على الفايسبوك، ما يعني أن الفضاء الأزرق لا يعكس الواقع الحقيقي، وبذلك سقط التكهن بتكرار تجربة «قيس سعيد» التونسية في الجزائر.