الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

سيناريوهات إيرانية لقمع الانتفاضة العراقية

تدفع الحكومة العراقية شباب التظاهرات، سواءً في ساحة التحرير وسط بغداد أو في بقية المحافظات المنتفضة، للمواجهة المسلحة مع الأجهزة الأمنية وجرهم إلى هذا من أجل ابادتهم.

يتضح هذا من خلال القوة المفرطة من قبل الأجهزة الأمنية والتي تمثلت بقتل أكثر من 350 وإصابة أكثر من 15 ألف عراقي بواسطة الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع المصنعة في إيران، والتي أكدت منظمة العفو الدولية أنها محرمة دوليا بسبب حجمها وتأثيرها، لا سيما وأن الأجهزة الأمنية تتعمد رميها باتجاه رؤوس المتظاهرين.

استخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين جاءت بتوجيهات من قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي اجتمع الأسبوع الماضي مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وقائد ميليشيا الحشد الشعبي فالح الفياض ونائبه أبو مهدي المهندس، المدرج اسمه في قائمة الإرهاب الدولي، ومحمد رضا نجل المرجع علي سيسستاني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، حسب ما كشفت عنه وكالة الانباء الفرنسية، حيث أكد الاجتماع على ابقاء عبد المهدي في منصبه وانهاء التظاهرات بالقوة، وهذا ما يتم فعليا على أرض الواقع.


المتظاهرون الشباب الذين أعلنوا والتزموا بسلمية حراكهم منذ أول يوم وحتى الآن يواجهون القنابل والرصاص الحي بصدور عارية والعلم العراقي، بينما تأتي تصريحات رئيس الوزراء الغريبة والمضحكة في آن واحد عن قيام المتظاهرين باستخدام المنجنيق ضد القوات الأمنية.


وتبريرا لممارساتها غير القانونية في قتل شباب الانتفاضة قالت الحكومة بأن هناك مندسين بين المتظاهرين يسيئون لسلمية المظاهرات ويعتدون على قوات الأمن والممتلكات العامة، لكن الحقائق فضحت أن من يدعوهم بالمندسين هم عناصر ملثمة مع القوات الأمنية هي التي تطلق القنابل المحرمة دوليا والرصاص الحي وتقتل الشباب بدم بارد، واتضح أن هؤلاء الملثمين هم عناصر الحرس الثوري الايراني والميلشيات العراقية التابعة لإيران.

أساليب الحكومة غير القانونية في قمع التظاهرات التي كفلها الدستور العراقي، وقتل المتظاهرين المطالبين بالإصلاحات وتغيير النظام ستجبر المنتفضين للجوء إلى التنازل عن شعار السلمية وحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم، وهذا يعني بالتأكيد إبادة المتظاهرين الشباب بحجج واهية، والانجرار إلى السيناريو السوري وتخريب البلاد وقتل وتهجير العباد من أجل إيران وسيطرة نفوذها على العراق.

الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة شددتا على الحكومة العراقية بوقف القتل المتعمد للمتظاهرين وتلبية مطالبهم، لكن هذه المطالب لم تتحقق وتحتاج إلى تدخل أممي مباشر لإنقاذ العراق وشعبه من ممارسات الحكومة واحزابها الموالية لإيران.