الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

سقوط ذرائع المشروع الإيراني

تحسس زعيم الجماعة الحوثية في اليمن رأسه، وهو يحذر اليمنيين في كلمة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف من انتقال عدوى الثورة في العراق ولبنان ضد أذرع وميليشيات إيران إلى اليمن خوفاً من مصيره ومصير جماعته.

إشارة عبدالملك الحوثي هذه لم تخل من حالة ارتباك متزايدة باتت تعتري معظم قيادات الميليشيات الحوثية في اليمن، التي أحست بسقوط ذرائع المشروع الإيراني الظاهر منها مثل تحرير القدس المزعوم، أو المتواري كلعبة التأجيج الطائفي التي تمكنت إيران عبرها لفترة من ضخ وقود العنف والصراع الذي استفادت منه ميليشيات إيران في المنطقة قبل أن تستفيق مؤخرا على واقع جديد وحالة وعي جمعي لم تكن في حسبانها.

في اليمن لم يتغير سلوك الحوثيين كثيرا في التعامل مع احتياجات اليمنيين وأناتهم، بل إن قادة الجماعة عملوا في كل مناسبة دينية على ابتزاز الفقراء والجائعين ماديا وتحميلهم أعباء جديدة فاقمت من معاناتهم، كما حدث خلال الأيام الماضية تحت لافتة الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف، الذي دأب اليمنيون على إحيائه منذ قرون قبل أن تحوله الميليشيات الحوثية إلى موسم لإرهاق كاهل الناس بالإتاوات المالية، بذريعة تمويل الاحتفال بهذه المناسبة التي جردها الحوثيون من روحانيتها من خلال تحويلها إلى تظاهرة سياسية صرفة يتم الحشد لها بشكل قسري في معظم الأحيان، ويبعث فيها الحوثي برسائل مكررة يتصنع فيها الزهد والصلابة.


يدرك الحوثيون أو ربما لم يدركوا بعد أن المنطقة قادمة على تحولات كبيرة ليست في صالح المشروع الإيراني، الذي بات يتهاوى في عواصم كان يظن أنها سقطت في قبضته فأحكمها عليها، ففي العراق ولبنان يهتف المتظاهرون ضد إيران ونظامها، ويمزقون صور عملائها كما لم يحدث من قبل، وفي سوريا تقول التقارير الصحفية أن روسيا باتت ضاقت ذرعا بممارسات إيران في دمشق، بل إن الأمر تجاوز ذلك إلى حراك شعبي حاشد في إيران ذاتها، حيث شهدت مدن الأحواز العربية تظاهرات غبر مسبوقة تم انزال العلم الإيراني فيها، وهي خطوة تعبر عن تفاقم أزمات طهران وسقوط الكثير من رهاناتها، بينما لازال الباب العربي مفتوحا على مصراعيه لاحتواء صنعاء، إن اراد الحوثيون التخلي عن ارتهانهم لملالي طهران والعودة إلى محيطهم العربي الأكثر دفئا وانسجاما مع مقتضيات التاريخ والجغرافيا والهوية العربية.