السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

خطوط مثلث الشر في اليمن

سلّطت التسريبات التي نشرتها بعض وسائل الإعلام الغربية الضوء مجدداً على العلاقة العضوية التي تربط أضلاع محور الشر الأيديولوجي، الذي استهدف أمن المنطقة واستقرارها على مدى عقود.

اجتمعت قيادات من الحرس الثوري الإيراني، ذراع طهران المخول بنشر الخراب، مع قيادات من تنظيم الإخوان المسلمين في تركيا، التي حولها رجب طيب أردوغان إلى حديقة خلفية لكل الجماعات المسلحة في العالم.

لم تكن التسريبات مفاجئة أو صادمة في الحقيقة، حيث إن المعلومات المتواترة عن حلف الشر الثلاثي كانت تظهر بجلاء مع كل دمار يلحق بدولة من الدول العربية، التي تشهد معظمها في هذه الأيام حالة حراك شعبي ضد كل الجماعات الأيديولوجية والميليشيات المسلحة التي عاثت في الأرض فساداً.


القيمة الجديدة التي حملتها تسريبات الصحافة الأمريكية فيما يتعلق بالتنسيق الإيراني - التركي - الإخواني هي أنها أكدت على حقيقة ما كان يتردد، وكثّفت صورة التآمر الذي كان يتم في الغرف المغلقة في إسطنبول.


أكدت التسريبات الإعلامية التي يبدو أنها انعكاس مباشر لتسريبات استخبارية على حالة التوافق الإيراني - التركي - الإخواني على تحويل الملف اليمني لرأس حربة في محاولة إلحاق الأذى بالمملكة العربية السعودية، التي تقود منذ مارس 2015 تحالفاً عربياً لتقليم مخالب طهران في المنطقة، وإنهاء الانقلاب الحوثي، وإعادة الأمن والاستقرار لخاصرة الجزيرة العربية.

والسؤال الذي يتبدى لأول وهلة عند الوقوف على هذه المعلومات هو: لماذا تحولت اليمن إلى هدف لمثلث الشر المدفوع أيديولوجياً تحت عناوين الخلافة الأردوغانية والتمكين الإخواني، بالتظافر مع أوهام ملالي طهران؟.. وهو السؤال الذي يقودنا إلى سؤال آخر هو: ما الأدوات اليمنية التي تم الرهان عليها في محاولة استهداف أمن السعودية والمنطقة عموماً؟

كثير من الأسئلة تطرح اليوم بقوة، في ظل استمرار الحوثيين في خدمة المشروع الإيراني، وانجراف تيار واسع من إخوان اليمن نحو خدمة أحلام أردوغان الإمبراطورية وأوهام «التمكين» الإخوانية على حساب بلدهم الذي تقول التقارير الدولية إنه بات الأكثر فقراً وفاقة في العالم.

من يقرأ تفاصيل المشهد اليمني جيداً ويعرف تفاصيله الدقيقة، يدرك أن التحالف العربي بقيادة السعودية ومشاركة الإمارات لم يواجه طوال خمس سنوات من الحرب أذرع إيران في اليمن، بل ركاماً هائلاً من الأحقاد الأيديولوجية التي أنتجها نظام الملالي في طهران والتراث الفكري لجماعة الإخوان المسلمين، وهواجس الخلافة التي باتت تقود تركيا نحو هاوية العداوات المفتوحة.