السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

تدخل قطر في مناطق الخطر

في حكاية من جنوب العراق أن شيخ عشيرة معروفة مات فورث المشيخة ابنه وكان غبيا ولا يعرف كيف يتصرف، فنصحته أمه بأنه سيجلس في مضيف والده المعروف بهيبته لهذا عليه أن يقول كلاما كبيرا، وما أن جلس مساءً بين أهل عشيرته حتى قال: «عندنا جمل كبير، وأكلنا بطيخة كبيرة، وبيتنا كبير فيه 20 غرفة»، معتقدا أن هذا هو الكلام الكبير الذي نصحته به أمه.

هذا بالضبط ما تقوم به قطر، المشيخة الصغيرة في كل شيء والتي يتدخل حكامها في قضايا كبيرة ودول مهمة، معتقدين أن هذا يجعل من مشيختهم دولة كبيرة ومؤثرة حتى وإن كان هذا التدخل يسيء لهم ولشعوب الدول التي يتدخلون في شؤونها، فهم بذلك يشبهون شخصا ضئيلا يرتدي بدلة أكبر من مقاساته عشر مرات.

قطر تدخلت في شؤون مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والعراق وليبيا واليمن وسوريا، دعما لجماعات إرهابية او أنظمة شمولية ضد شعوبها وجاءت نتائج تدخلاتها غير الشرعية فاشلة وعادت عليها (قطر) بالخيبة والخذلان.


حكام قطر يبحثون عن مناطق الخطر في خارطة العالم العربي ليتدخلوا فيها اعتقادا منهم أن هذا ما سيجعل منهم أكثر أهمية، وآخر تدخلاتهم جاءت في العراق، وهذا ليس جديدا عليهم، فبعد ان دعموا تنظيم داعش الإرهابي هناك بالمال والسلاح، تم دحر هذا التنظيم الذي كبد العراقيين مئات الالاف من الضحايا.


واليوم يدعم حكام قطر الطبقة السياسية الحاكمة في العراق ضد مئات الآلاف من المتظاهرين الشباب الشجعان الذين يحاربون الفساد والطائفية والتبعية لإيران مطالبين بتغيير النظام.

إن تدخل قطر في الأوضاع العراقية جاء عن طريق عملائهم المشاركين في العملية السياسية، وعندما فشل هؤلاء العملاء في مهمتهم بإفشال المظاهرات، أعلنت قطر، وبأوامر إيرانية بحتة، عن دعمها للطبقة السياسية الفاشلة عن طريق مدهم بالمال والسلاح من أجل قمع الانتفاضة الشعبية، وهناك تسريبات بأن قطر أرسلت بالفعل شحنات من قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والأسلحة الخفيفة للأجهزة الأمنية والميلشيات العراقية الموالية لإيران.

قطر هنا لم تتدخل فحسب بل وضعت نفسها في منطقة الخطر دون أن تفكر بالنتائج المستقبلية لهذه التدخلات العدوانية التي عادت على حكام قطر بالمزيد من البغضاء والكراهية من قبل عموم الشعب العراقي وخاصة المنتفضين الذين سيردوها لهؤلاء الحكام غدا بعد انتصارهم على الطبقة السياسية البغيض.