الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

صواريخ إيران و«الرفسة» الأخيرة

الملفات الأربعة التي تجعل العالم قلِقاً من إيران، هي الاتفاق النووي والتجاوزات الأخيرة عليه بالعودة الى زيادة تخصيب اليورانيوم، ثمّ حرية الملاحة البحرية وسلامة تصدير النفط في مضيق هرمز بعد مهاجمة ناقلات نفط خليجية قُيدت ضد مجهول، دلّ عليه اسقاط إيران لطائرة مراقبة أمريكية فائقة التكنولوجيا في مياه الخليج، والملف الثالث هو المليشيات التي تغذيها إيران بالسلاح والمال وتنشط في العراق ولبنان وسوريا واليمن وتنفذ سياسات وتؤثر في أية ترتيبات محلية أو دولية في تلك البلدان الأربعة.

أمّا الملف الرابع فهو عملياً، الأخطر في التأثير الاجرائي، ذلك هو ملف الصواريخ الباليستية الذي قالت طهران إنّه ليس موضع مفاوضات، بما يجعله أعلى مرتبة في الأهمية لدى القيادة الإيرانية من أي ملف آخر يمكن وضعه في زاوية مفاوضات أو صفقات، وما أكثرها في المنطقة.

إن الصواريخ الايرانية ملف مفتوح ومتشعب ومؤثر على الجميع، فقبل أيام قليلة اعترضت البحرية الأمريكية سفينة إيرانية تهرّب أجزاء من صواريخ يمكن إعادة تركيبها مرسلة إلى الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، ويمكن أن يفتح حرباً مع اسرائيل في التوقيت الذي يختاره كحزب وليس كدولة لبنانية.


ذات الصواريخ الايرانية بحسب تقارير مؤكدة، توزعت في سوريا والعراق بإشراف مليشيات موالية لطهران.


اليوم، أوروبا تثير ملف الصواريخ أكثر من واشنطن ذاتها، فهي صواريخ تجعل جميع العواصم الأوروبية ضمن مداها، وهو خطر يمكن أن يربك أية حسابات أمنية - عسكرية لحلف الأطلسي ذاته.

دبلوماسيا وفي رسالة من سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا لدى الأمم المتحدة إلى أمينها العام أنطونيو غوتيريش قالوا: «إنّ أفعال إيران “تتعارض” مع قرار الأمم المتحدة الخاص بالاتفاق النووي المبرم 2015».

وتشير الرسالة إلى مشاهد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في نيسان الماضي لتجربة صاروخ باليستي طراز شهاب-3 جديد متوسط المدى، قادر من الناحية التقنية على حمل سلاح نووي.

كما أشارت الدول الأوروبية أيضا إلى ثلاث عمليات إطلاق هذا العام، بينها صاروخ بركان-3 المتوسط المدى، حيث قام الحوثيون بتجربته في اليمن في الثان يمن أغسطس.

إنّ أوروبا تستشعر خطر الصواريخ، وتدرك خطورة العادية منها أكثر من القابلة لحمل رؤوس نووية، وأنها قد تكون معرضة للابتزاز الإيراني في حال سارت مع واشنطن في عقوبات أقسى ضد طهران، تؤدي إلى خنقها نهائياً، وقد “ترفس” اداة الحكم الإيراني رفستها الاخيرة بالصواريخ الباليستية العملاقة.