الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.. أفق جديد

في عام 2015، تأسس «الاتحاد الاقتصادي الروسي» EAEU الذي يضم روسيا وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان، وترددت أنباء صحافية تفيد بأن أوزبكستان سوف تنضم إليه بداية العام المقبل 2020.

وكان من بواكير الإنجازات الاقتصادية للاتحاد الجديد، التوقيع على اتفاقية لإنشاء منطقة للتجارة الحرة والتعاون مع سنغافورة وفيتنام وإيران وصربيا وكوبا، وتجري الآن مفاوضات لعقد اتفاقيات تقضي بانضمام كل من مصر وتايلاند ومنغوليا والهند إلى المجموعة، وأعلنت أكثر من 50 دولة عن اهتمامها بالتوصل إلى اتفاقيات في هذا الشأن.

والآن، يبلغ مجموع عدد سكان الدول المنتمية إلى الاتحاد 182 مليون نسمة، بناتج محلي إجمالي يبلغ 2.2 تريليون دولار، وهو يوفر الأسواق الحرة والسلع والخدمات ورؤوس الأموال الاستثمارية ووظائف العمل.


وبادر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً بطرح مبادرة لإنشاء شراكة أوراسية أوسع مدى بمساهمة دول الاتحاد، و«منظمة شنغهاي للتعاون»، ودول «الآسيان» وبعض الدول الآسيوية والأوروبية، وفيما يجري العمل في هذا الاتجاه بحيث يتضمن خططاً للربط التنموي التكاملي بين الاتحاد والمشروع الصيني «حزام واحد.. طريق واحد».


ويُذكر في هذا الشأن أن اتفاقية التجارة والتعاون الاقتصادي بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي والصين دخلت حيّز التنفيذ منذ 25 أكتوبر الماضي.

وسوف يسهم التقدم في هذه المجالات بتحقيق تنمية شاملة في الدول المشاركة من شأنها أن تضع الأسس القوية للسلام والاستقرار والأمن المشترك في كل البلدان الأوراسية الممتدة من لشبونة حتى جاكارتا، وتولي موسكو اهتماماً خاصاً بتمتين علاقاتها مع دول آسيا الوسطى وخاصة منها الجمهوريات التي كانت أعضاء في الاتحاد السوفييتي السابق.

وهي تمارس سياستها في هذا الاتجاه على أسس بناءة، وضمن أُطُر هذا التعاون، أصبح هناك أكثر من 10 آلاف مشروع مشترك يعمل بنجاح، وتُقدّر الاستثمارات الروسية في المنطقة بنحو 20 مليار دولار، كما تشير إحصائيات إلى أن أكثر من 4 ملايين مواطن ينتمون لدول آسيا الوسطى يعملون في روسيا.

وتواصل روسيا جهودها للمساعدة على تحديث البنى التحتية وتطوير الفضاء الاجتماعي لشركائها في آسيا الوسطى، فمنذ عام 2008 تجاوزت القيمة الإجمالية للمساعدات الروسية 6 مليارات دولار عبر القنوات الثنائية أو من خلال المؤسسات متعددة الأطراف، وعلى سبيل المثال بلغ حجم المساعدات الروسية لدعم ميزانية دولة قيرغيزستان خلال السنوات السبع الماضية 311 مليون دولار كما ألغت ديوناً مترتبة عليها.

وتُعتبر أنظمة النقل المتصلة التي تربط روسيا ببلدان وسط آسيا، عاملاً تكاملياً ووحدوياً مهماً ومؤثراً، وهو يحقق فوائد اقتصادية عامة من شأنها الإسهام في تطوير الممرات التجارية الممتدة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

ولا شك أن من مصلحة كل الأطراف تمتين وتكريس التعاون الثقافي والعلمي، والآن هناك أكثر من 170 ألف مواطن من آسيا الوسطى يتلقون تعليمهم العالي في روسيا، 60% منهم على حساب ميزانية الاتحاد الروسي.