الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

هل بالغت واشنطن بـ«الرد الحاسم»؟

منذ فترة طويلة نسبياً، لم تحذّر الولايات المتحدة من المساس الإيراني بمصالحها في العراق، ويرجع آخر تحذير لوقت إسقاط طهران لطائرة الاستطلاع الأمريكية في مياه الخليج، التي أعقبها أكثر من تصريح أمريكي بشأن تحذير إيران من استهداف مصالح واشنطن في المنطقة، ودخل ضمن ذلك العراق.

قبل أيام قليلة جاء تحذير واضح من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأنّ إيران ستتلقى «رداً حاسماً» إذا تعرضت لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وهذا التصريح جاء في أعقاب عمليات منذ 3 أشهر تقريباً تزداد وتيرتها، وتتمثل في إطلاق صواريخ على أهداف قرب قواعد عسكرية قرب بغداد يوجد فيها جنود أمريكيون.

الصواريخ كانت من نوع كاتيوشا، ويبدو أنها الأسرع في الظهور والاختفاء والتنقل والتداول بيد مجموعات مسلحة تدين بالولاء لإيران وتستغل حالة وجود ميليشيات عاملة في العراق، ومن الممكن أن تكون الضربات المقبلة أكثر دقة، أو لأنها ضربات غير دقيقة فقد تصيب هدفاً أمريكياً من نوع ما، لا سيما إنّ إصابات قد وقعت بين أفراد قوات مكافحة الإرهاب في معسكرهم الذي تعرض لضربتين في شهر ديسمبر، قرب مطار بغداد الدولي، إلى جانب أكثر من ضربة استهدفت المنطقة الخضراء باتجاه مبنى السفارة الأمريكية هناك.


ومن دون أدنى شك، يبدو الخط التصعيدي واضحاً على طريق تعريض المصالح الأمريكية للخطر في العراق، الدولة الأولى في اهتمامات إيران، ومن الصعب عدم ربط التصعيد بالضربات المتقطعة مع الانتفاضة العراقية المندلعة منذ الأول من أكتوبر الماضي.


لكن المقلق في الأمر أنّ الولايات المتحدة غير مطلقة اليد في الخليج كما توحي قوتها المنتشرة أو نفوذها القديم، وإنّما قرارها في التصدي مرتبط بالوضع الخاص لدول الخليج، فالولايات المتحدة لا تريد جرّ المنطقة من دون أن تؤدي إلى حرب جديدة، قد تكون دول بعينها ليست على قائمة الصراع في قلب الحدث إذا اندلعت شرارة مواجهة عسكرية أمريكية - إيرانية.

وهناك مبالغة، قد تكون مقصودة في إطلاق بومبيو مصطلح «الرد الحاسم»، ربما كان يستند إلى معلومات استخبارية تشير إلى احتمالات عالية في استهداف المصالح الأمريكية من قبل إيران.