السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

إيران..الزرادشتية وصدمة العراق

في حديث لي، في لندن ذات مرة، مع بروفيسور إيراني متخصص بشؤون الشرق الأوسط ـ كان مستشاراً لدى شاه إيران محمد رضا بهلوي، سألته عن سبب كره الإيرانيين للخليفة الراشد عمر بن الخطاب، مع أن إيران تدّعي أنها دولة إسلامية؟، فقال: إن الإيرانيين والفرس خاصة، لا يكرهون عمر فحسب بل يكرهون الإسلام والمسلمين، وكرههم لثاني الخلفاء الراشدين يأتي بسبب إدخاله الإسلام للدولة الفارسية وإنهاء ديانتهم المجوسية، لهذا عملوا على شق الدين الإسلامي وتحريفه..وفي اعتقادي فإن بعضهم أكثر انتماء للزرادشتية منه إلى الإسلام، فهم (الفرس) مثلاً لا يعملون بالتقويم الهجري بل يعتمدون التقويم الفارسي، ويحتفلون برأس السنة الزرادشتية أو ما يسمى بعيد نوروز».

واستطرد قائلاً:» إن الفرس بقوا يشعرون بعقدة النقص لظهور جميع الأنبياء في الجزيرة العربية الجافة، وهي بلا حضارة، بينما كانت إمبراطورية الفرس حضارية هذا حسب اعتقادهم، ولم يظهر أي نبي في فارس، وهذا هو أهم سبب في حقد بعض الفرس على الإسلام والعرب».

وأشار إلى «أن الإيرانيين يتوارثون هذه الأحقاد جيلاً بعد جيل، ولم ولن يحبوا العرب يوماً، بل عملوا ويعملون على تدميرهم».


هذا يفسر لنا بإيجاز ما يقوم به النظام الإيراني من خراب في دول الإقليم العربية، العراق ولبنان وسوريا واليمن، ومحاولاته زعزعة الأمن في الخليج العربي، مستغلاً البدعة الطائفية والدين الإسلامي حيث يظهر نفسه وكأنه الأكثر حرصاً على الدين الحنيف.


لكن المتغيرات في المنطقة العربية، خصوصاً في العراق ولبنان، واندلاع شرارة الثورة في هذين البلدين شكلت صدمة قوية للنظام الإيراني الذي يعتبر العراق بشكل أخص، قلعة نفوذه والبستان المعطاء الذي تمتص طهران خيراته، وتجند في بغداد عملاءها للحفاظ على هذا النفوذ الاستعماري.

إن صدمة الثورة في العراق أصابت قاسم سليماني بحالة من الهستيريا والقيام بزيارات مكوكية إلى بغداد، وإطلاق التهديدات، لأنه أكثر من يدرك بأن هذه الثورة ستزعزع نفوذ إيران في العراق وتقضي عليه، وإذا ما تحقق ذلك فهذا يعني أن نفوذ طهران سوف ينتهي في لبنان وسوريا واليمن.

ثوَّار العراق اليوم أكثر إصراراً على تحرير بلدهم من النفوذ الإيراني، وليكونوا جبل النار الذي يحمي ليس العراق فحسب، بل دول الإقليم والخليج العربي من شرور نظام ولي الفقيه، وقطع أذرعه السرطانية في المنطقة.