السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الرئيس ترامب.. الحساب مقبلٌ

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس بعيداً عن مصير الرئيس نيكسون الذي خرج مطروداً من البيت الأبيض، فحتى الآن كل المؤشرات القضائية تشير إلى أن عزله ربما يلقى تأييداً من مجلس الشيوخ، وجاء قرار الإدانة من الكونغرس بأغلبية 230 صوتاً مقابل 197 صوتا وامتنع نائب واحد عن التصويت مما يجعل ترامب ثالث يعزل.

وتتهم وقائع القضية الرئيس ترامب بالضغط على أوكرانيا لكشف معلومات تسيء لمنافسه في انتخابات 2020 جو بايدن، حيث كان ابنه هانتر يعمل في شركة أوكرانية عندما كان بايدن نائباً للرئيس باراك أوباما.

إن محاكمة ترامب وقرار عزله ينبغي أن يتم في مجلس الشيوخ وفي هذه الحالة سيكون من الضروري موافقة ثلثي أعضاء المجلس من أجل تمرير قرار العزل وهو أمر لم يحدث في تاريخ أمريكا، لأن هناك أطرافا كثيرة سوف تؤيد خروج ترامب من البيت الأبيض معزولا وفي المقدمة منها الشعوب العربية، فلا يوجد رئيس أمريكي أساء للقضايا العربية كما فعل ترامب حين سلم القدس هدية لإسرائيل وقدم لها الجولان السورية في جريمة تاريخية سوف يدفع ثمنها العالم كله.


إذا كان بوش الأبن قد دمر العراق وبدأ به مسلسل الانهيارات والهزائم والحروب الأهلية في العالم العربي فإن ترامب يكمل الآن مسلسل الدمار ويكفي أن نشاهد الدور الأمريكي في إشعال الحروب الأهلية.


إن هناك احتمالات ثلاثة حول مستقبل ومصير ترامب، فقد ظهر الرجل في الساحة السياسية الأمريكية فجأة ولم يكن معروفا كصاحب تاريخ سياسي ليصبح رئيساً لأكبر دولة في العالم، ولن يكون غريباً أن يختفي فجأة مثل كل الظواهر الغريبة والشاذة في تاريخ الشعوب، وهناك احتمال آخر بأن يخرج من البيت الأبيض معزولاً بقرار من مجلس الشيوخ قبل أن تبدأ الانتخابات العام المقبل، أما الاحتمال الأرجح أن ينتظر الجميع حتى موسم الانتخابات ويسقطه الشعب الأمريكي الذي جاء به رئيساً.

إن الشيء المؤكد أن ترامب حقق طفرة غير مسبوقة للاقتصاد الأمريكي ابتداء بالتأمين الصحي، وقضية البطالة، وعلاقات الولايات المتحدة الأمريكية الاقتصادية مع العالم، وقد قدم خدمات لا تنسى لشركات السلاح بسبب الأزمات التي أشعلها في مناطق كثيرة من العالم، إلا أن الشعوب العربية لن تنسى ما فعله ترامب في سنوات حكمه، فقد ترك مشكلات كثيرة سوف تحتاج وقتا طويلا حتى يقفز عليها العالم العربي، وفي مقدمتها تدمير قدرات الشعوب العربية أمام إسرائيل، مما منحها السطوة والنفوذ، وربما جاء اليوم الذي يحاكم فيه الرئيس ترامب ليس أمام مجلس الشيوخ أو الكونجرس أو الرأي العام الأمريكي، ولكن أمام العالم كله فقد ظهر كالشبح وسوف يختفي في ظروف غامضة غير مأسوف عليه.. والأكيد أن الحساب مقبل.