الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

قمة الانتهازية!

دار الكثير من الجدل حول خلفيات اجتماع كوالالمبور وأهداف ذلك الاجتماع المريب، الذي كشف عن ملامح تحالف انتهازي بدأ يتشكل في الآونة الأخيرة ويضم دولتين اقليميتين في المحيط العربي، احداهما تتباهى بسيطرتها على أربع عواصم عربية، والأخرى تدعم الفوضى وتعبث بشكل جلي في كل من سوريا وليبيا ويشرئب عنقها نحو دول عربية أخرى تعاني من الفوضى والاحتراب الداخلي.

حضرت دولة عربية يتيمة الاجتماع الذي وصف بالقمة الإسلامية، مدفوعة بنوازع الحقد والرغبة في الانتقام من جيرانها، مُكللة بارتهانها لمحور الشر الجديد الذي تتزعمه طهران وأنقرة، بينما جاء موقف الدولة المستضيفة «ماليزيا» امتدادا لأحلام قائدها القديم المتجدد مهاتير محمد في التحول إلى رقم مهم في العالم الإسلامي.

وفي كل الأحوال اتسم الحضور الباهت لقادة المحور الجديد بالفشل بعد مقاطعة معظم الدول الإسلامية، فكان أن تشارك القادة قاسما مشتركا واحدا تمثل في خلفياتهم الأيدلوجية المتقاربة، وتشبثهم بالسلطة حتى آخر رمق تحت شعار الديمقراطية الزائفة، ونهمهم لاستعادة أمجاد غابرة.


العديد من الأسئلة والرسائل السياسية يمكن استخلاصها من اجتماع كوالالمبور وفي مقدمتها ما طرحه مراقبون ووسائل إعلام تساءلوا: أي قمة إسلامية تلك التي تغيب عنها بلاد الحرمين الشريفين السعودية وبلد الأزهر الشريف، ويتم تعويض العجز الفاضح فيها بحشد أكبر عدد من وجوه التطرف والإسلام السياسي ممن وصفوا بالمفكرين الإسلاميين؟!.


وبالرغم من غياب الدول التي تقود العالم العربي والإسلامي مثل السعودية ومصر، إلا أن قمة ماليزيا أكدت على عجز هذا الاجتماع عن ملء دور الدول المحورية في العالم الإسلامي مثل المملكة العربية السعودية التي استضافت عدد من القمم العربية والإسلامية، وآخرها قمة مكة المكرمة منتصف العام 2019، والتي اتسمت بكثافة الحضور، في الوقت الذي كانت فيه السعودية تتعرض لهجمات حوثية بصواريخ إيرانية، واستهداف إعلامي غير مسبوق، وهو الأمر الذي يؤكد على الثقل الحقيقي الذي تمثله الرياض في العالم أجمع، والذي لا يمكن استبداله بأي نفوذ مصطنع.

اكتسبت السعودية ومصر مكانتيهما في قيادة العالمين العربي والإسلامي من خلال النهج السياسي الذي أسسته قيادة الدولتين في دعم السلام والاستقرار في المنطقة وتشجيع مبدأ الحوار في فض النزاعات، ومد يد العون للدول التي وقعت في فخ الصراعات الداخلية أو الخارجية، بينما تسعى دول مثل إيران وتركيا للحضور في المشهد العربي والإسلامي عبر وسائل بالغة الانتهازية، تبدأ بإشعال فتيل الصراعات والتباينات المذهبية والعرقية، ولا تنتهي عند التدخل المباشر عبر دعم الميليشيات وبناء الأذرع المسلحة.