الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الثقافة الروسية ـ العربية في أمسية مشهودة

في التاسع من شهر ديسمبر الجاري، نُظمت أمسية أدبية غنية في أحد المراكز الثقافية في موسكو تحت عنوان «الحوار الثقافي العربي - الروسي»، ضمت العديد من المشاركين، بمن فيهم نائب وزير الخارجية وممثله الخاص في الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، وسفير الإمارات العربية المتحدة في روسيا معضد حارب مغير الخييلي، وبعض المشاركين الآخرين.

في تلك الأمسية أكد الجميع على أن العلاقات الأدبية واللغوية بين البلدان العربية وروسيا، تتميز بجذورها العميقة وتعود للفترة الممتدة بين القرنين السابع والعاشر عندما اعتنقت العديد من الأقاليم الروسية الدين الإسلامي.

وكان رائد تلك الأمسية الروسي المُعرَب البارز ورئيس معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم (فيتالي نومكين)، الذي عرض العديد من الأمثلة حول المطارحات الثقافية بين الروس والعرب، فيما أشار رئيس مركز الدراسات العربية والإسلامية ورئيس معهد الدراسات الشرقية في روسيا (فاسيلي كوزنيتسوف)، إلى أن الثقافتين الروسية والعربية تتمحوران حول الأدب، وكانت كلتا الأمتين تقدّر دور الكلمة في صناعة النص، وخاصة في ميدان الشعر.


من جهته أكد د. علي بن تميم ـ رئيس هيئة أبوظبي للغة العربية وأمين عام جائزة الشيخ زايد ـ على الحاجة المشتركة إلى تشجيع القراءة في أوساط كل من الجمهور العربي والروسي والاطلاع على مستجدات الأدب الحديث في الأمتين، وهو يرى أن روسيا وفقاً لهذا الاعتبار يجب أن تمثل ضيف الشرف في معرض أبوظبي للكتاب، الذي سينظم شهر أبريل من العام المقبل 2020.


وكان كل المشاركين في الأمسية من علماء ومترجمين ودبلوماسيين قد أشاروا إلى ثراء اللغتين العربية والروسية بالكلمات والمرادفات، وأشار العالم الروسي الشهير البروفيسور «ميكولسكي» إلى أن العديد من العلماء الروس البارزين دوّنوا أعمالهم باللغة العربية، ومن أشهرهم عالم اللاهوت التتري شهاب الدين مرجاني الذي حرر أكثر من 30 كتاباً باللغة العربية.

كما تطرق ميكولسكي أيضاً إلى الكاتب اللبناني الكبير ميخائيل نعيمة الذي ترجم أعمال الشاعر الأوكراني تاراس شيفشينكو إلى العربية، وهو الذي تم كشف النقاب عن نصب جديد له في مدينة بولتافا وسط أوكرانيا.

وخلال الاجتماع اتضحت الحاجة الماسة إلى المزيد من المترجمين لنقل وترجمة الأعمال الأدبية المهمة من اللغة الروسية إلى العربية ومن العربية إلى الروسية لإثراء الثقافة المشتركة بين الأمتين.