الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

بين الإبداع والحرية

من يتأمل أنماط الحياة التي سادت في عالمنا العربي، وبعض الدول الإسلامية خلال الفترة الممتدة من 1950 إلى 1979، سيلاحظ أنها اتسمت بالانفتاح الفكري، والانعتاق من القيود غير المنطقية.. رغم أنها فترة اتسمت بعدم الاستقرار السياسي، واندلعت فيها الكثير من الحروب.

ونتيجة لذلك شهدت المنطقة العربية نهضة ثقافية شاملة، تمخضت عن انتاج علمي وفكري وفني وأدبي غزير، كان واضحاً في دول معينة أكثر من غيرها، ولو أردت أن استرسل في الحديث عن المبدعين والانتاج الإبداعي في مصر وحدها خلال الفترة المذكورة سأحتاج إلى سلسلة من المقالات، وليس لمقال واحد.

لكن لسوء الحظ لم يستمر هذا العصر الذهبي طويلاً، وفي غفلة من الزمن تراجعت حركة الإبداع الحر، وحلت محلها حركة الإبداع المحكومة بمزاج جماعات الإسلام السياسي، ومعاييرها الضيقة جداً.. والإبداع كما نعلم جميعاً هو الوجه الآخر للحرية، ومتى ما غابت الحرية غاب معها الإبداع.


ولو تتبعنا السيّر الذاتية لمجموعة من أبرز الأدباء والمفكرين الذين سطع نجمهم في تلك الفترة، مثل الأديب العالمي نجيب محفوظ، والمفكر المثير للجدل فرج فودة، وغيرهم الكثير.. سنجد فيها محطات مؤلمة، بل ودامية تعرضوا خلالها لحملات تشويه سمعة مستمرة، ومحاولات اغتيال منظمة أودت بحياة بعضهم.


أما اليوم، ومع انحسار موجة الإسلام السياسي، وبداية عودة الموضوعية والاستنارة والرشد، نأمل أن تعود للإبداع مساحاته الرحبة، وأن نكون على موعد قريب مع روائع إبداعية في مستوى روايات نجيب محفوظ، وأطروحات فرج فودة.