الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

2019.. عام الثورات العربية

إن أبرز ما يميز عام 2019، ونحن ندشن فجر عام جديد، هو الثورات العربية، وهذا الوصف يحيلنا إلى التفاؤل بانتصارات تحققت وأخرى قيد التحقيق حسب المعطيات الميدانية الملموسة.

كان انتصار الثورة في السودان أول الغيث، حيث استطاع السودانيون وبصمودهم وإصرارهم تغيير نظام حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير الذي جثم على صدورهم 3 عقود، لينهوا بذلك فترة سياسية مظلمة إلى ما وراء قضبان السجن، ولينعموا بحكومة ديمقراطية تعمل على تحقيق مطالب شعبية مشروعة.

وتزامناً مع الثورة السودانية جاء الحراك الشعبي الجزائري الذي تفاعل بقوة بعد أن ترشح الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة بالرغم من مرضه وبعد أن كان قد حكم 20 عاماً (1999- 2019)، وأفرز الضغط الشعبي إجراء انتخابات رئاسية فاز فيها الرئيس الحالي عبدالمجيد تبون، بالرغم من معارضة فئة من الشارع الجزائري لهذه الانتخابات.


لكن ما لم يكن في حسابات السياسيين في العراق وخارجه، هو انفجار ثورة شعبية انطلقت شرارتها من بغداد لتشمل مدن الوسط والجنوب وصولاً إلى البصرة، الثورة التي لا تزال مشتعلة منذ أكثر من شهرين، والتي راح ضحيتها ما يقرب من 500 شهيد وأكثر من 20 ألف جريح و645 مختطفاً.


وحققت الثورة الشعبية العراقية أولى نتائجها بإقالة حكومة عادل عبدالمهدي وأجبرت البرلمان العراقي على تشريع قانون انتخابات جديد ضد إرادة وسياسات الأحزاب الفاسدة التي تحكم البلد منذ أكثر من 16 عاماً.

إن الثوار العراقيين، وغالبيتهم العظمى من جيل الشباب، مصرون بقوة على تحقيق كامل مطالبهم بتغيير النظام الحاكم وتحرير البلد من النفوذ الإيراني، والقضاء على الفساد، حيث تشير استطلاعات الرأي وما يجري على الأرض إلى أن الشباب لن يتراجعوا عن مطالبهم، ويرفضون مغادرة ساحات الاعتصام في ساحة التحرير وسط بغداد والتي يطلقون عليها «جمهورية ساحة التحرير».

إن الحديث عن الثورة العراقية ينطبق على مجريات أحداث الثورة اللبنانية، باستثناء أن الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية دعمت الثورة ولم تتورط في الدم اللبناني.

ثم إن اللبنانيين يرفعون الشعارات ذاتها التي يرفعها العراقيون والتي تطالب برحيل النظام والتحرر من النفوذ الإيراني ومحاربة الفساد وتحسين الأوضاع المعيشية، فالقاسم المشترك الذي يجمع بين العراق ولبنان هو النفوذ الإيراني الذي سيكون الخاسر الأكبر من انتصار الثوار في البلدين، وفي يقيني فإن النصر بدت ملامحه.