الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

2019 ليس امتداداً لـ2011

هل صحيح أن «الحراك الشعبي» الذي جرى هذا العام في 4 دول عربية، امتداد لما جرى عام 2011 في 6 دول أخرى تحت مسمى «الربيع العربي»؟، هذا ما انتهى إليه عدد من المحللين في الغرب وفي عالمنا العربي أيضاً، إذ تعاملوا مع ما جرى سنة 2019 باعتباره موجة ثانية لأحداث 2011.

إن الوقت لا يزال مبكراً لإطلاق حكم نهائي على ما جرى في كل من السودان والجزائر ولبنان والعراق، ذلك أن السودان الشقيق في بدايات مرحلة انتقالية نتمنى أن تكتمل ويعبر السودانيون إلى بر الأمان، والجزائر تسير في الطريق الصحيح، ندعو الله أن تتجاوز عثرات الطريق التي يحاول البعض افتعالها، أما في العراق ولبنان فلا تزال كل الطرق مفتوحة على مختلف الاحتمالات، ومع هذا فإنه لا يمكننا - حتى الآن - أن نعتبر أحداث 2019 امتداداً لسابقاتها، فالاختلاف بيّن في عدة أمور منها:

أولاً: في 2011 كان هناك إسناد في كل حالة بظهير أجنبي من القوى العظمى، فأوباما وإدارته في مصر للضغط على حسني مبارك، وساركوزي وفرنسا ثم الاتحاد الأوروبي لقتل القذافي، والواضح أن حراك 2019 بريء من تلك المَسبة، وذلك ربما لاستيعاب ما حدث، وربما لأن القوى الكبرى فهمت الدرس ولا تريد أن تزج بنفسها على النحو السابق.


ثانياً: إن حراك 2011 في كل بلد ارتكز على الإسلام السياسي، واعتمد عليه في كثير من الحالات وأسلم له الانقياد طوعاً أو كرهاً، حيث كان الإسلام السياسي يمتلك بعض الوجاهة لدى فريق من النخب ونجح رموزه في تغطية وجوههم، وفي النهاية قادوا الثورات إلى الهلاك والتناحر الاجتماعي لكن حراك 2019 ابتعد عن هذه الطريق كما في الجزائر، بل إن الحراك في السودان قام أساساً ضد الإسلام السياسي ورمزه في الحكم عمر البشير.


ثالثاً: وبرغم الحديث عن السلمية في 2011 ارتكب «الثوار» أو فريق منهم العنف والتخريب لمنشآت عامة، وقتلوا وعذبوا أفراداً مدنيين، ولذا فإن عناصر الهدم والرغبة في التدمير كانت أوضح من الرغبة في البناء، فإحراق المجمع العلمي المصري سنة 2011 نموذج، ومحاولة إحراق المتحف في ميدان التحرير كذلك، وهدم متحف الزعيم مصطفي كامل شاهد آخر، لذا فما إن نجحوا في إزاحة الأنظمة القائمة، حتى عجزوا عن تقديم البديل المدني الديمقراطي وجاء بديلهم أسوأ كثيراً من الأنظمة التي أزاحوها.. سوريا وليبيا تحديداً.