2020-01-01
مضى عام 2019 مثقلاً بالعديد من الملفات الساخنة والتحديات التي واجهت العرب، من دون إشارات حقيقية إلى أي تقدم يمكن إحرازه في أي من تلك الملفات التي أرّقت الساسة وأرهقت البسطاء نتيجة للتداعيات الاقتصادية والاجتماعية، والآثار الكارثية التي وسمت كل مناحي الحياة في دول عانت ولا تزال من ويلات الحرب وتشظيّات الصراع السياسي على امتداد الخارطة العربية، كما هو الحال في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وليبيا والصومال، فيما غادرت دول أخرى دائرة الخطر التي قد تجعلها فريسة محتملة وسهلة للتدخلات الخارجية، كالجزائر والسودان وتونس.
وفشلت كل محاولات إحلال السلام في المنطقة ومُنيت جهود المبعوثين الأمميين في اليمن وسوريا وليبيا بخيبة معهودة ومتوقعة، ومع تراجع الاهتمام الدولي بملفات العرب القديمة المتجددة، برزت تحديات من نوع آخر عبر سعي قوى إقليمية نهمة لاستعادة دورها المفقود وأحلامها الإمبراطورية المزعومة.
فتجاوزت إيران كل الخطوط الحمراء عندما زجت بميليشياتها للاعتداء على المتظاهرين السلميين في شوارع ومدن العراق الغاضبة، وأثارت غضب اللبنانيين بعد أن أوعزت لصولجانها اللبناني باقتحام الاعتصامات بالدراجات النارية المفخخة بالحقد.
وفي المقابل نقلت تركيا مرتزقتها وإرهابييها من مدن سوريا الشمالية التي تتعرض لاجتياح روسي وإيراني جديد لتزج بهم في أتون مواجهة يائسة مع الجيش الليبي الذي بات يطرق أبواب العاصمة طرابلس.
وبين عمائم إيران وطرابيش العثمانيين، حضرت تنظيمات الإسلام السياسي المعهودة التي كفرت بانتمائها للأوطان، لصالح ارتهانها المقيت لأوهام «الولاية» وأضغاث «الخلافة» وتهافت «التمكين» وما بينها من شوائب فكرية تسربت لعقود إلى منظومة الثقافة العربية.
ومع قليل من التفاؤل الذي يليق بعام جديد يدلف مزهواً، لا يبدو عام 2020 بالغ السوء فقد وضع الشعوب والحكام العرب في نهاية المطاف وجهاً لوجه أمام تحديات جاثمة قادمة من خلف الحدود الجغرافية والثقافية والأيديولوجية، ليوفر الفرصة السانحة التي ربما تعيد كتابة الأولويات العربية وترسم خارطة التحالفات والاصطفافات في مواجهة جماعية مرتقبة مع فلول التنظيمات الإرهابية والدول الراعية لها في آن، والتي تحاول أن تجعل من تلك التنظيمات والجماعات منزوعة العقل والوطنية، أحصنة طروادة جديدة لاختراق المجتمعات العربية وتحقيق الأجندات السياسية المرتبكة.
وقد شاءت الأقدار ربما أن يواجه العرب اليوم مجتمعين، تركيا ومشاريعها وأطماعها في ليبيا، كما واجهوا بالأمس أجندة ملالي طهران في اليمن عبر «التحالف العربي»، الذي أثبتت الأحداث السياسية المتوالية أنه بمثابة نواة صلبة صالحة لمواجهة التحديات التي تكتنف العرب دولاً وشعوباً وتهدد وجودهم السياسي.
وفشلت كل محاولات إحلال السلام في المنطقة ومُنيت جهود المبعوثين الأمميين في اليمن وسوريا وليبيا بخيبة معهودة ومتوقعة، ومع تراجع الاهتمام الدولي بملفات العرب القديمة المتجددة، برزت تحديات من نوع آخر عبر سعي قوى إقليمية نهمة لاستعادة دورها المفقود وأحلامها الإمبراطورية المزعومة.
فتجاوزت إيران كل الخطوط الحمراء عندما زجت بميليشياتها للاعتداء على المتظاهرين السلميين في شوارع ومدن العراق الغاضبة، وأثارت غضب اللبنانيين بعد أن أوعزت لصولجانها اللبناني باقتحام الاعتصامات بالدراجات النارية المفخخة بالحقد.
وفي المقابل نقلت تركيا مرتزقتها وإرهابييها من مدن سوريا الشمالية التي تتعرض لاجتياح روسي وإيراني جديد لتزج بهم في أتون مواجهة يائسة مع الجيش الليبي الذي بات يطرق أبواب العاصمة طرابلس.
وبين عمائم إيران وطرابيش العثمانيين، حضرت تنظيمات الإسلام السياسي المعهودة التي كفرت بانتمائها للأوطان، لصالح ارتهانها المقيت لأوهام «الولاية» وأضغاث «الخلافة» وتهافت «التمكين» وما بينها من شوائب فكرية تسربت لعقود إلى منظومة الثقافة العربية.
ومع قليل من التفاؤل الذي يليق بعام جديد يدلف مزهواً، لا يبدو عام 2020 بالغ السوء فقد وضع الشعوب والحكام العرب في نهاية المطاف وجهاً لوجه أمام تحديات جاثمة قادمة من خلف الحدود الجغرافية والثقافية والأيديولوجية، ليوفر الفرصة السانحة التي ربما تعيد كتابة الأولويات العربية وترسم خارطة التحالفات والاصطفافات في مواجهة جماعية مرتقبة مع فلول التنظيمات الإرهابية والدول الراعية لها في آن، والتي تحاول أن تجعل من تلك التنظيمات والجماعات منزوعة العقل والوطنية، أحصنة طروادة جديدة لاختراق المجتمعات العربية وتحقيق الأجندات السياسية المرتبكة.
وقد شاءت الأقدار ربما أن يواجه العرب اليوم مجتمعين، تركيا ومشاريعها وأطماعها في ليبيا، كما واجهوا بالأمس أجندة ملالي طهران في اليمن عبر «التحالف العربي»، الذي أثبتت الأحداث السياسية المتوالية أنه بمثابة نواة صلبة صالحة لمواجهة التحديات التي تكتنف العرب دولاً وشعوباً وتهدد وجودهم السياسي.