السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

العلاقات الروسية الأمريكية.. المد والجزر

العالم كله يعلم أن الولايات المتحدة تشهد صراعاً داخلياً محتدماً، ففي 19 ديسمبر قرر مجلس النواب الأمريكي عزل الرئيس دونالد ترامب، وفي خضم جلسات مساءلة ترامب، استضافت واشنطن اجتماعات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الأمريكي بومبيو والرئيس ترامب.

وكانت هذه الاتصالات التي شهدتها واشنطن مفيدة، ومهدت الطريق للبحث في قضايا مهمة تتعلق بالعلاقات الثنائية والقضايا الدولية، وعبر الطرفان عن رغبتهما في التركيز على تحسين أجواء العلاقات بينهما من أجل التوصل لنتائج ملموسة في القضايا المطروحة التي تتطابق فيها مصلحتهما.

وفي إطار جس النبض حول القيام بعمل مشترك خلال العام المقبل، اتخذ الجانب الروسي نهجاً واقعياً وفضّل عدم المبالغة في تقدير توقعات النجاح، وعمد الروس لتفحّص مزاج إدارة ترامب من خلال التفاعل البناء للشركات ورجال الأعمال مع الفكرة.


وبالطبع، فإن الروس يضعون في الحسبان وجود قيود مرتبطة بالوضع السياسي الأمريكي والحملة الانتخابية الرئاسية المقبلة، ومن سوء حظ روسيا أن المؤسسات السياسية في واشنطن قد تحاول استخدام فزاعة «الروسوفوبيا» أو «الخوف من الروس» في الحملة الانتخابية المقبلة.


وسوف تواصل روسيا التصدي للهجمات المعادية إذا واصل الجانب الأمريكي إطلاقها، ويعتقد الروس أنه سيكون من الخطأ تأجيل حل المشاكل العالقة التي تحتاج إلى حل سريع، بالرغم من أهمية ذلك بالنسبة للبلدين والعالم أجمع، ولا تزال الاقتراحات الروسية ببناء أسس التعاون في مجالات شتى على الطاولة، وهذا ينطبق أيضاً على قضية الاستقرار الاستراتيجي.

ويؤيد الروس توسيع معاهدة «ستارت» التي ينتهي أجلها شهر فبراير 2021 دون شروط مسبقة أو تأجيل مصطنع، وبعد انسحاب الأمريكيين من جانب واحد من معاهدة «القوى النووية متوسطة المدى»، أصبحت معاهدة ستارت الأداة القانونية الدولية الوحيدة التي تحدد القدرة الصاروخية النووية للبلدين، وهي التي تسمح بالتحقق الدقيق من قضايا مراقبة انتشار الأسلحة النووية، وبالنظر للموقف المراوغ للبيت الأبيض، فإنه من الصعب الحكم حول ما إذا كانت هذه القضية تمثل نقطة «ارتكاز» للعودة إلى الحوار.

ويتحدث بعض الأمريكيين عن اقتراح معاهدة جديدة لتحديد انتشار الأسلحة النووية، وهم يريدون مشاركة الصين فيها إلى جانب روسيا والولايات المتحدة، ولكنها لم تحظَ بالموافقة حتى الآن.

وحالما تتسلم روسيا تفاصيل هذا المشروع فسوف تكون جاهزة لدراسته بكل دقة، ومن الواضح أن المفاوضات على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف سوف تكون طويلة جداً.