السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

محمد الفايد رئيسًا لاسكتلندا

تربطني بأسرة السيدة صفية الفايد شقيقة رجل الأعمال محمد الفايد علاقة قوية، حيث كنتُ قريبًا من الراحلة الفاضلة في سنواتها الأخيرة، وتربطني بأبنائها عصام وعلاء وعماد أواصر المودة والصداقة.

زرتُ السيدة صفية في الإسكندرية، وزرت عصام وعلاء في جنيف، ولطالما كان جانبًا من أحاديثنا يتعلق بالملياردير المصري ونجم العائلة محمد الفايد.

قال لي رجل الأعمال عصام سالم:«إنّ خاله محمد الفايد كانت لديه طموحات سياسية في بريطانيا، وأنّه ربما حاول في سنوات سابقة نقل هذا الطموح من إنجلترا إلى اسكتلندا».


ينتمي محمد الفايد إلى عائلة انتقلت من قرية صالحجر مركز بسيون محافظة الغربية إلى مدينة الرحمانية محافظة البحيرة، ثم انتقلت مرة أخرى من الرحمانية إلى الإسكندرية.


بدأ أعماله الاقتصادية الكبرى في «دبي»، ثم في «لندن»، وكان أول صعوده الكبير شراء فندق «الريتز» في باريس عام 1979، ثم متجر «هارودز» في لندن عام 1983.. لقد امتلك طائرات ويخوت كما امتلك نادي فولهام اللندني الشهير.

الفايد فخور بالحضارة الفرعونية إلى حدِّ الهوس، وربما تكون المؤثرات الفرعونية عائدة إلى أصول عائلته، حيث كانت «صالحجر» عاصمة لمصر الفرعونية طيلة عدة ملوك وعلى مدى أسرتيْن كاملتيْن، وقد ظهر ذلك جليًّا في الطابع الفرعوني الذي أضفاه الفايد على متجر هارودز، وعلى الكثير من أحاديثه وآرائه.

لقد تجاوز الفايد عملية «فرعنة هارودز» إلى «فرعنة اسكتلندا»، حيث قام بإحياء آراء المؤرخين حول الأصول الفرعونية لاسكتلندا.

يقول مؤرخون إن اسكتلندا قد أسسها المصريون الفراعنة، وكانت أول ملكة عليها هى الملكة المصرية «سكوتا» التي خرجت من مصر غاضبةً من أسرتها المالكة، فركبت البحر مع أبنائها ورجالها حتى وصلت إلى سواحل اسكتلندا.

ولقد عرضتُ في كتابي «الهندسة السياسية» تفصيلًا لآراء الباحثين والمؤرخين بشأن الأصل الفرعوني لاسكتلندا، وما وجده علماء الآثار من رسوم فرعونية، ومفتاح الحياة المصري، وحتى أديرة الرهبان.. مما تمّ نقله من الحضارة المصرية.

وضع الفايد تمثالًا للملكة المصرية «سكوتا» في متجر هارودز، ثم إنه بعد صراعه مع العائلة المالكة والحكومة البريطانية، قام بدعم الحزب القومي الاسكتلندي بغرض إجراء استفتاء لاستقلال اسكتلندا.

يمتلك الفايد أكثر من مائة ألف فدان في اسكتلندا، كما أنه يمتلك قلعة تاريخية تعود إلى القرن الثامن عشر تتوسط هذه الإقطاعية الكبيرة، وهو ما جعل فكرة أن تستقل اسكتلندا، ثم يصبح هو شخصيًا رئيسًا لها.. فكرةً أساسية لديه.

قبل سنوات قال محمد الفايد: «سأدعم استقلال اسكتلندا، وسأحصل على الجنسية الاسكتلندية، وسوف أترشح لأكون أول رئيس مصري لاسكتلندا التي أسسها أجدادي المصريون. ببساطة، سوف أعيد حكم الفراعنة في اسكتلندا».

لم يعد محمد الفايد كما كان، وربما لم يعد يتذكر ذلك الطموح الكبير.. يا للأيام ويا للزمن.. إن اسكتلندا قد تجد طريقها للاستقلال بعد البريكست، ولكن محمد الفايد لن يتمكن من فعل شئ.. إنها ليست السياسة فقط، إنها الحياة.