الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

سليماني.. وحوار واشنطن وطهران

هل تأخرت أمريكا بقرار قتل الجنرال قاسم سليماني؟.. ذلك أن واشنطن صنفته ومنذ وقت طويل إرهابياً، وهو الذي كان يتبجح بأنه يحكم العراق ولبنان وسوريا واليمن، وهذا يعني أنه المسؤول عن مقتل الآلاف من العراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين، وأنه كان يهدد أمن الخليج العربي بالصواريخ التي أطلقتها ميليشيات الحوثي باتجاه المدن السعودية، كما أنه كان وراء قصف منشآت أرامكو النفطية.

وحسب الإدارة الأمريكية فإنه تسبب بمقتل العديد من الجنود الأمريكيين، وهو من خطط وأمر بتنفيذ الهجوم على السفارة ببغداد مؤخراً.

كل هذه الممارسات الإرهابية ضد أمن المنطقة ومصالح الأمريكيين، وواشنطن تراقب تحركاته دون أن تقوم بأي فعل يردعه ويحد من النفوذ الإيراني الذي كان سليماني يمثله.


هناك من يقول إن واشنطن وبكل أجهزتها الاستخبارية، لم تستطع أن ترصد تحركاته بدقة لتتخذ قرار تصفيته، بل يذهب إلى أبعد من ذلك بالقول: «إن سليماني تعرض للغدر وإن هناك من وشى به وسرب تحركاته، للاستخبارات الأمريكية، من دمشق إلى بيروت ثم بغداد وحتى خروجه من البوابة الجنوبية لمطار بغداد الدولي مما مكن القوات الأمريكية من التأكد من وجوده واتخاذ قرار قتله»، وهذا الاحتمال وارد، ذلك أن واشنطن لم تغامر بقصف سيارتين مدنيتين ببغداد دون أن تتأكد تماماً من وجود سليماني في هذا الموكب، لتحرك طائرتين بدون طيار، محملتين بصواريخ موجهة لقتل سليماني ومن معه.


وإجابة عن سؤالنا الاستهلالي، فإن واشنطن اختارت التوقيت المناسب تماماً لتصفية سليماني بعد الهجوم الذي نفذه عملاؤه في العراق من قادة ميليشيات الحشد الشعبي ضد السفارة لتبعث برسالة قوية لطهران بعدم العبث معهم بعد أن عيل صبرهم وسكتوا على هجمات عدة نفذتها هذه الميليشيات ضد قواعدهم في العراق.

وكما أن واشنطن تدرك تماماً أن طهران عاجزة في هذا الوقت عن القيام بأي رد بسبب ظروفها الداخلية والخارجية واقتصادها المنهار، وأنها سوف تحرك عملاءها في المنطقة للقيام بهجمات غير مؤثرة ضد قواعدها في العراق من أجل حفظ ماء الوجه، فإن إيران التي قال عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدته بانها: «تخسر الحروب دائماً لكنها تربح في كل المفاوضات»، ستجد أن هذا هو الوقت المناسب للجلوس إلى طاولة الحوار مع واشنطن وتترك العنجهيات التي لا تقتل حتى الذباب!