الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

رئاسة السودان.. وتنافس «مَرْيَمَيْن»

في خضم ما يدور في العالم وطبول الحرب التي يهز أزيزها أرجاء المعمورة الشرق والغرب، يطل السودان بخصوصيته المذهلة في تقديم نماذج جديدة للعطاء الإنساني، وهذه المرة في التحضيرات لسباق الرئاسة بين مريمين، مريم الشريف الهندي، ومريم الأخرى مريم الصادق المهدي.
أما مريم الأولى فهي خبيرة إستراتيجية، وأول من أسس مركز دراسات إستراتيجية تديرها إمرأة في أفريقيا، وأول سودانية ولجت هذا المجال، وخبيره من الطراز الأول فيه، ولها باع كبير في هذا المجال مع علاقات خارجية عظيمة مع مراكز دراسات دولية في الولايات المتحدة الأميركية، ومع شخصيات مؤثرة في عاصمة القرار واشنطن، إضافة إلى مركز الدراسارت الإستراتيجية في الإمارات عبر شراكة ممتدة، مع إنتمائها إلى عائلة الشريف حسين الهندي ذائع السيط في الأوساط الديموقراطية الأميريكية.
هي داينماميكية فاعلة في صمت أوساط حزبها، وتسعى بكل ما لديها من فكر وحكمة إلى تقويم أي إعوجاج في صفوف الحزب الإتحادي الديموقراطي، وقد ناضلت في الثورة وتعرضت للإعتقال فربما تدخل حلبة سباق الرئاسة، فحتى مراكز صناعة القرار في واشنطن وغيرها تضعها نصب أعينها وهي أهلٌ لذلك.

أما الأخرى فهي مريم الصادق المهدي، نشطة جدا في مضمار السياسة والمجتمع، سياسية نافذة، ونائبة رئيس حزب الأمة القومي الذي يترأسه والدها، علاقاتها الخارجية لم تتبلور بشكل واضح، تعتنق الديموقراطية على نهج والدها.

تميل إلى تقليد والدها وتمارس نفس طقوسه بظهورها بين هذه الطائفة ممتطية صهو الجواد تتبخر به بينهم، لشيءفي نفس يعقوب، هي طبيبة تمتاز بالحكمة في تعاملها مع المجتمع، لكن تهيمن عليها حالة الملوكية الموروثة في ذهنية رب الأسرة، لا تزال تكرس الحالة الإقطاعية، التي كانت من أسباب الخلاف بين الصادق المهدي والشريف حسين الهندي.


كان الأخير يلح على أن تطبق الديمقراطية بعيدا عن الطائفية كهيكل حكومي يحصل فيه الجمهورالعام على فرصة ليحكم الشعب نفسه باختياره، مع إعتقاده بأن الكفاءة هي الديدن ورفضه للإقطاع كبنية اجتماعية لـ «اللوردات» أصحاب الأرض كما كان يسميهم بالسلطة الحاكمة على الفلاحين.


لذلك، لا شك في أن النقاش سوف يتكثف في الانتخابات التمهيدية للرئاسة، بين الجماهير السودانية، حول فرص الديمقراطية والإقطاع، لكن تبقى كلتا المريمان مكسبًا في السباق الرئاسي السوداني، إذا لم تنفجر الحرب العالمية، ولم تتغير المسارات السياسة.