التهدئة.. الخيار الأمثل

الأحداث الدراماتيكية التي شهدها العراق في الأسبوع الماضي، وأدت إلى مقتل قاسم سليماني، وردُّ إيران بضرب قاعدتين أمريكيتين في العراق يجب أن تقف عند هذا الحد ولا يتم القيام بأي أعمال تصعيدية، سواء في الفترة الحالية أو المستقبل، إذ من الواضح أن كلا الطرفين لا يرغب في حرب مباشرة مع الآخر لأنها ستقود المنطقة إلى الخراب، والتي يكفيها ما جرى من خراب ودمار خلال العقد الأخير، وهي الآن تحتاج إلى وقت وإمكانات مادية هائلة للعودة إلى أوضاع ما قبل الحرب والمواجهات.

من ناحية أخرى، يجب أن لا يقتصر الأمر على وقف التصعيد، بل معالجة السبب الجوهري الذي أدى للكثير من الأزمات والمشكلات في المنطقة، والذي تتحمل إيران مسؤوليته، ويتركز في 3 أمور، الأول: وقف التدخلات الإيرانية في الدول العربية عبر ميليشياتها أو الأحزاب الموالية لها، واحترام إرادة الشعوب العربية في اختيار النظام الذي يمثلها سياسياً.

والثاني: وقف التصعيد العسكري الذي تقوم به عبر تطوير صواريخ بعيدة المدى، واستخدام طائرات الدرونز التي تمثل تهديداً حقيقياً للدول العربية، حيث لم تستخدم إيران أياً من هذه الأسلحة ضد إسرائيل.

والأمر الثالث: عدم تطوير برنامج إيران النووي للوصل إلى إنتاج أسلحة نووية، لأن ذلك سيخلق توتراً لا يقتصر فقط على المنطقة بل يشمل العالم كله.

لا شك أن قيام إيران بتغيير سياساتها الحالية سيقود إلى حالة من الاستقرار في المنطقة، وقد تتحول العلاقات من المواجهة إلى التعاون الذي سيكون بدون شك لصالح الجميع.