الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

تطور العلاقات بين روسيا والهند

في يومي الـ14 والـ15 من يناير الجاري، قام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بزيارة عمل إلى الهند أجرى خلالها محادثات مفصلة مع القادة الهنود، ويُذكر في هذا الصدد أن تطوير العلاقات مع نيودلهي يقع في قمة أولويات السياسة الخارجية الروسية.

تُعتبر العلاقات التي تربط بين البلدين متعددة الأوجه، فقبل 20 عاماً، وقّع البلدان اتفاقية للشراكة الاستراتيجية في مجالات مختلفة، إلا أن هذه العلاقات مع الأصدقاء الهنود تطورت حتى تحولت إلى شراكة استراتيجية متميزة.

ومن المعلوم أن الاتجاه الأساسي في التنمية العالمية أصبح يتركز الآن على عملية التأسيس لعالم متعدد الأقطاب، وظهور مراكز جديدة للقوة الاقتصادية، والقدرة المالية والتأثير السياسي، ولا شك أن الهند هي واحدة من هذه المراكز.


وعلى خلفية الاستخدام العدائي الذي تمارسه الإدارة الأمريكية لأدواتها المالية في فرض الضغوط السياسية عن طريق المقاطعة الاقتصادية، تواصل روسيا العمل على استبعاد الدولار كعملة أساسية للدفع في التعاملات التجارية العالمية، وأحد أهم الاتجاهات لتحقيق ذلك هو التوسع في التسوية المالية للصفقات العالمية بالعملات الوطنية وتحريرها من استخدام الدولار.


فخلال العام الماضي، دخلت روسيا في العديد من الاتفاقيات ذات الصلة بهذا التوجه من خلال تنفيذ دفوعات مالية مع الصين وتركيا بالعملتين بالليرة واليوان الصيني، وتعمل الآن وفق اتفاقية مشابهة مع الهند.

إن روسيا والهند عضوان في العديد من المؤسسات مثل «منظمة شنغهاي للتعاون» ومجموعة دول «بريكس»، وهي منظمات يزداد نفوذها السياسي قوة في العالم، ويُذكر في هذا الصدد أن الخطوة الأولى لتأسيس مجموعة «بريكس» تمثلت بتأسيس «منظمة ريك» التي تضم روسيا والهند والصين، وفي شهري مارس وأبريل من هذا العام سوف يتم عقد الدورة الـ17 لهذه المنظمة.

من جهة أخرى، فإن حجم التعاون العسكري التقني بين روسيا والهند في تزايد مستمر، فهناك الآن خطوات جديدة يتم اتخاذها لتطوير التجارة المتبادلة بين البلدين، وفي هذا الصدد يعتمد البلدان آليات متنوعة للتعاون، بما يسمح لهما بتحقيق أقصى الفاعلية الاقتصادية المتوقعة.

ويحظى التعاون في ميدان الطاقة باهتمام خاص، نظراً لأن الهند هي ثالث أكبر مستهلك لها في العالم، ويُذكر أن عدة شركات هندية تتكفل بتطوير عدد من حقول النفط والغاز في روسيا.

وفي المقابل، تعتبر شركة «روزنيفت» الروسية للطاقة شريكة في أضخم مصفاة للنفط في الهند والتي تدعى «فادينار»، و يندرج أضخم مشروع في إطار التعاون التقني الروسي مع الهند في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ويتمثل بناء محطة «كودانكولام» للطاقة النووية.

وربما كان أهم ما يضمن توثيق علاقات التعاون الروسية - الهندية هو جو الثقة التي تعززت بين مختلف المنظمات في البلدين.