الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ليبيا عائدة.. وجيشها سينتصر

أراها في ذلك الأفق البعيد آتية حُبْلى بأسرار البقاء.. إنها التاريخ والحضارة وحقيقة الإيمان في لحظة انتصار الطائفة المجاهدة، قبل النفط والغاز ومعهما وبعدهما، وهذا ليس حديث العواطف، وإن كان لنا الحق كله في النطق به، والإيواء إلى ركن شديد حيث تجليَّات الله في ملكوته.. تلك ليبيا، وما أدراك ما هي في امتدادها وعطائها وصمودها أمام تقلبات الزمن؟! وصبرها أمام خسران كثير من أهلها وجيرانهم والمتربصين بهم في أزمنة الانكسار والحرب الأهلية؟! يقول بعض من بدت عليكم الحكمة، وكثير ممن استبدّ بهم السّفه، وعدد من المحبين، وقليل ما هم، لقد انتهت ليبيا، وغرقت في أبحر الدم، فلا عودة لها ولا منقلب، وأقول: إنها خضراء الغد في ربيع لها وحدها، في وقت يتمنّى بل ويحلم الأقربون والأبعدون بنسمات تهب منها، وسيتنازع البشر من أجلها، آملين من أهلها نظرة عطف وحنان وشفقة، وبالتأكيد سيلبون النداء كما عهدناهم في كل مراحل التاريخ.
أيها الناس بعربكم وعجمكم.. المؤمنون منكم والملاحدة وما دون ذلك، ليبلغ حاضركم غائبكم، بتوقعات، تراها الدراسات العالمية استشرافاً، إن تأسست على قواعد وأسس علمية، وتعتصرني، بل وتذيبني في غيب إيماني، وهو وحده الحقيقة الثابتة والمؤكدة، إن ليبيا عائدة ليس فقط لوحدتها الجغرافية، التي تريد القوى العالمية أن تحولها إلى دويلات، يشاركها في ذلك بعض من العرب والمسلمين، ومن يدعون صداقتهم.. إنها عائدة لشخصيتها السائدة، المستقرة في الأرض، والعابرة للحدود.
وحين أقول: عائدة، فإن ذلك يعني ضمناً انتصار جيشها الوطني، وسيتم ذلك بالفعل، من أجل الشعب الليبي، ودور الجوار، ودول حوض البحر الأبيض المتوسط، بل والعالم كله، ولا شك أن هذا الجيش، يحتاج إلى دعم بالسلاح من هذه الدولة أو تلك، ولها الاختيار ضمن ضغط الشروط، وتحكم المصالح، لكن لا شك أن معظم دول العالم في حاجة إليه، بما فيها تلك الساعية للحصول على النفط والغاز على غرار تركيا وروسيا، ومن والاهما، ضمن لعبة تتكرر في إعادة مفضوحة لإنتاج السيناريو السوري الفاشل في ليبيا عبر مرتزقة سيلقون فيها حتفهم، لهذا علينا جميعاً ـ المؤمنين بضرورة الإصلاح بين الأخوة ـ أن نسارع إلى دعم الليبيين من كل مواقع الحياة، لأننا في حاجة بعيداً عن الحسابات السياسية لأن نكون في صفهم مهما كانت التكاليف، وما أكثرها.