الخميس - 13 فبراير 2025
الخميس - 13 فبراير 2025

100 ثانية قبل يوم القيامة

في عام 1947 أسست نخبة من علماء الذرة الأمريكيين، وآخرون، ساعة رمزية اشتهرت باسم «ساعة يوم القيامة» وتشير تلك الساعة إلى أن نهاية العالم حين تصبح الساعة 12 تماماً.

وعبر عقود الساعة، تأرجح مؤشرها صعوداً وهبوطاً، وكان في أفضل حالاته بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وسور برلين ونشأة نظام ما بعد الحرب الباردة.

لكن السنوات الأخيرة شهدت تدهوراً حادّاً، فقد جرى تقديم الساعة إلى 12 إلا دقيقتين ونصفاً في عام 2017 مع وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وفي عام 2018 جرى تقديمها نصف دقيقة لتصبح 12 إلا دقيقتين، وكان ذلك بدافعيْن أساسييْن: أزمة كوريا الشمالية المفتوحة على كل الاحتمالات، واستمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض.


لكن عام 2020، وفي الأيام الفائتة فقط جرى تقديم الساعة 20 ثانية ليصير العالم على مقربة 100 ثانية فقط من يوم القيامة!


ثمّة نظريات زائفة حول نهاية العالم، وفي كل عام تقريباً هناك من يقول: إن نهاية العالم ستقع هذا العام، وهناك من يتحدثون عن «الكوكب السرّي» الذي سيضرب الأرض، وهناك من يتحدثون عن نبوءات دينية تحدِّد نهاية العالم، وكان عالم الفيزياء الأشهر إسحق نيوتن يرى أن نهاية العالم ستكون عام 2060 استناداً إلى تفسيره للكتاب المقدس.

وفي العقد الأول من القرن الـ21، آمن الملايين حول العالم بأن نهاية الحياة البشرية ستكون عام 2012، وذلك استناداً إلى تقويم حضارة المايا القديمة في أمريكا اللاتينية، وبناء على ذلك باع بعضهم أملاكه، واشترى كثيرون ملاجئ للحماية تحت الأرض، وتساءل آخرون عمّا إذا كان من الأنسب قتل النفس قبل الموعد بقليل، ونجحت بعض المتاجر في بيع تذاكر قالت إنها لركوب سفينة نوح، وفي روسيا اضطر وزير الطوارئ إلى نفي وقوع يوم القيامة في ديسمبر 2012، وقال الرئيس فلاديمير بوتين للصحافيين: إن الأرض سوف تنتهي بعد 4 مليار ونصف مليار سنة.

لقد شهد عام 2020 تقديم ساعة يوم القيامة إلى ذلك الحدّ المفزع، لكنه شهد أيضاً جدلاً واسعاً حول تجربة محاكاة باستخدام كمبيوتر، قام بها باحث من معهد ماساتشوستس (MIT) عام 1973 تحت إشراف «نادي روما»، وهي التجربة التي درست بشكل معقد الأخطار المحيطة بالعالم، كالنمو السكاني، والتطور الصناعي، وارتفاع مستويات التلوث، وتراجع جودة الحياة.

وحسب موقع «إكسبريس» فإن حسابات الكمبيوتر قد وصلت إلى نهاية العالم في هذا الجيل.

إن الخوف الحقيقي من نهاية العالم، يستند إلى نظريات جادة، بعيداً عن النبوءات الكاذبة، فهناك الاستهلاك الكبير لموارد الطاقة، وهناك احتمالات الأوبئة المدمرة، وهناك أيضاً تغير المناخ على نحو مروع، ثم إن هناك الذكاء الاصطناعي وسطوة الروبوتات، فضلاً عن أن هناك الحرب النووية المحتملة.