الثلاثاء - 11 فبراير 2025
الثلاثاء - 11 فبراير 2025

« كورونا».. والحرب البيولوجية

بعيداً عن الأحداث السياسية، أصبح فيروس كورونا المستجد أهم حدث كوني في مطلع عام 2020، فحالة الهلع العالمي التي سببها التفشي السريع والخطِر للفيروس دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة الطوارئ، ودعت إلى تنسيق الجهود الدولية لمكافحته.

كما أن كثيراً من الدول أجْلت رعاياها من الصين أو منعتهم من التوجه إليها، وتتوجه بعض الدول لإيقاف حركة الطيران من وإلى الصين، وإلى إيقاف الاستيراد منها، ولو بصفة مؤقتة، ما يعني أن كورونا ليس مجرد فيروس، بل وباء اقتصادي كذلك.

حيث أشار أحد التقارير إلى تسرب الفيروس من معمل صيني مهمته تخليق الفيروسات كجزء من النشاط الحربي البيولوجي، بينما ذهبت تكهنات إلى أن يكون الفيروس قد ألقي به داخل حدود العملاق الصيني، كجزء من الحرب الاقتصادية والصناعية ضدها.


وعلى الرغم من إمكانية تدبير حرب بيولوجية ضد الصين، لفرملة البركان الاقتصادي الصيني الذي أغرق بحممه الكرة الأرضية، خصوصاً أن العديد من الأبحاث المختبرية تشير إلى أن هذا الفيروس قد جرى تعديل تركيبته الأصلية وتطويرها، لتتمكن من الفتك بالبشر، إلا أن تلك قراءات، لا يوجد دليل علمي عليها حتى الآن.


كما أثيرت مع موجة فيروس كورونا مسألة الطعام الصيني الذي لا يستثني أي كائن حي يطير أو يزحف أو يسير على الأقدام، باعتبار أن بعض التحليلات المختبرية ترجح أن يكون الفيروس قد انتقل إلى الإنسان من أحد الحيوانات الغريبة، كالأفاعي أو الخفافيش أو الجرذان، وكلها أطباق صينية يعتبرها الصينيون «لذيذة».

إن ذلك الاتجاه يمكن اعتباره أيضاً حرباً ثقافية، تقزم من عظمة الصين وثرائها التاريخي والحضاري واختزال سلوك الشعب الصيني في التهام كل دواب الأرض.

ويبدو أن الصين هي عنوان المرحلة المقبلة، ابتداء من اشتداد الحرب الاقتصادية الأمريكية ضدها، التي كانت شركة «هواوي» واجهة لها، وكادت أن تتورط فيها شركات «أبل»، و«غوغل» و«أندرويد»، غير أنها انسحبت سريعاً من تلك الحرب لأنها ستتحمل جزءاً كبيراً من الخسارة، ومروراً بتصعيد مسألة وضع المسلمين وحقوقهم في الصين، وانتهاء اليوم بتفشي فيروس كورونا الذي لا يزال مجهول المصدر.

إن الصين تواجه قدرها في هذا العالم أحادي القطب.. إنها دولة أرادت أن تكون عظمى، وسيستعصي كسرها بالطرق التقليدية، لذلك ستواجه طرقاً غير تقليدية في الحد من امتدادها وتوسعها وسيطرتها على الأسواق العالمية، وإن متابعة الحدث الصيني المتعدد، هي متابعة لشكل مختلف من إدارة الصراع العالمي.