2020-02-03
إن المتابع للتدخلات الروسية الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط يدرك أن أمريكا راضية بشكل أو بآخرعن ذلك، بل ربما يوجد تفاهم مشترك بينهما حول المشاركة العسكرية والسياسية لموسكو في ملفات المنطقة، فهما تملكان الخبرة الكافية لهذا، فقد نجحتا قبل ذلك في توظيف سياسة التوتر والانفراج في حكم العالم وإدارة ملفاته إبّان فترة نظام ثنائي القطبية السابق.
وقد تجلى ذلك بشكل واضح من خلال الملف السوري، حيث قامت روسيا بالتدخل العسكري المباشرهناك، وعقد الاتفاقيات المشتركة مع دمشق، وإدخال المرتزقة الروس لساحات القتال فيها، والبدء بإدارة مجالات كثيرة، عدا عن سيطرتها على مفاصل ومرافق سيادية واقتصادية مهمة، وقد فعلت أمريكا شيئاً من هذا سابقاً في عدة مناطق منها العراق، مع اختلاف طريقة التدخل والاحتلال، وتأتي التدخلات الروسية في ظل اختصار أمريكا لمشاركاتها العسكرية دولياً على القوة الجوية والقواعد العسكرية وغرف العمليات المشتركة والحرب بالوكالة.
وما يؤكد وجود شيء من التفاهم بين القوتين الدوليتين على ذلك هو تقاسمهما لثروات سوريا، ففي حين ذهبت أمريكا بالنفط مثلاً استحوذ الروس على الغاز وغيره، إضافة إلى بدء تجهّز موسكو لدخول الساحة الليبية بأشكال مختلفة، وربما المشاركة مستقبلاً في حل بعض الصراعات والملفات الأخرى في المنطقة.
وعلى الناحية الأخرى، فإن أمريكا غالباً تدمّر ولا تعمّر، والعراق وأفغانستان وفيتنام وغيرها خير شاهد على ذلك، لكن الدول المُدّمَرة والمنهارة كسوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها تحتاج لاحقاً لإعادة الإعمار، وخاصة للبنى التحتية على الأقل، وبما أن الاستراتيجية الأمريكية تقوم فقط على التدخل العسكري والسياسي والاستحواذ على ثروات ومقدرات وموارد من يستهدفونهم دون إعمارهم، وكذلك يفعل الروس اليوم في سوريا، فلا بد من دولة أخرى كبرى تقوم بعملية الإعمار، وعندما سئل مراقب سياسي أمريكي حول من سيقوم بإعمار سوريا، أجاب : إنها الصين.
إن بكين تملك الرغبة والجاهزية والقدرة اللوجستية لذلك، عن طريق ما يعرف بمشروع «الحزام والطريق»، والذي سيبدأ بالوصول إلى موانئ المنطقة وغيرها لاحقاً، وتلك حصة الصين التي ستفاوضها أمريكا عليها، حيث ستستخدمها كجزرة مقابل التفاهم مع بكين على ملفات أخرى كثيرة.
وبهذا تكون أمريكا قد ضمنت مصالحها وحصصها بأقل الخسائر والمشاركات والتضحيات، وذلك بعد قيام روسيا ببعض هذه التدخلات والصين بتولي هذه المشاريع مستقبلاً.
وقد تجلى ذلك بشكل واضح من خلال الملف السوري، حيث قامت روسيا بالتدخل العسكري المباشرهناك، وعقد الاتفاقيات المشتركة مع دمشق، وإدخال المرتزقة الروس لساحات القتال فيها، والبدء بإدارة مجالات كثيرة، عدا عن سيطرتها على مفاصل ومرافق سيادية واقتصادية مهمة، وقد فعلت أمريكا شيئاً من هذا سابقاً في عدة مناطق منها العراق، مع اختلاف طريقة التدخل والاحتلال، وتأتي التدخلات الروسية في ظل اختصار أمريكا لمشاركاتها العسكرية دولياً على القوة الجوية والقواعد العسكرية وغرف العمليات المشتركة والحرب بالوكالة.
وما يؤكد وجود شيء من التفاهم بين القوتين الدوليتين على ذلك هو تقاسمهما لثروات سوريا، ففي حين ذهبت أمريكا بالنفط مثلاً استحوذ الروس على الغاز وغيره، إضافة إلى بدء تجهّز موسكو لدخول الساحة الليبية بأشكال مختلفة، وربما المشاركة مستقبلاً في حل بعض الصراعات والملفات الأخرى في المنطقة.
وعلى الناحية الأخرى، فإن أمريكا غالباً تدمّر ولا تعمّر، والعراق وأفغانستان وفيتنام وغيرها خير شاهد على ذلك، لكن الدول المُدّمَرة والمنهارة كسوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها تحتاج لاحقاً لإعادة الإعمار، وخاصة للبنى التحتية على الأقل، وبما أن الاستراتيجية الأمريكية تقوم فقط على التدخل العسكري والسياسي والاستحواذ على ثروات ومقدرات وموارد من يستهدفونهم دون إعمارهم، وكذلك يفعل الروس اليوم في سوريا، فلا بد من دولة أخرى كبرى تقوم بعملية الإعمار، وعندما سئل مراقب سياسي أمريكي حول من سيقوم بإعمار سوريا، أجاب : إنها الصين.
إن بكين تملك الرغبة والجاهزية والقدرة اللوجستية لذلك، عن طريق ما يعرف بمشروع «الحزام والطريق»، والذي سيبدأ بالوصول إلى موانئ المنطقة وغيرها لاحقاً، وتلك حصة الصين التي ستفاوضها أمريكا عليها، حيث ستستخدمها كجزرة مقابل التفاهم مع بكين على ملفات أخرى كثيرة.
وبهذا تكون أمريكا قد ضمنت مصالحها وحصصها بأقل الخسائر والمشاركات والتضحيات، وذلك بعد قيام روسيا ببعض هذه التدخلات والصين بتولي هذه المشاريع مستقبلاً.