السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

مقتدى الصدر وحصان طروادة

بعد أن عجزت إيران عن قمع التظاهرات العراقية الرافضة لنفوذها في العراق، استخدمت ميليشياتها المسلحة وعملاءها في الحكومة المنتهية ولايتها، وفي الأجهزة الأمنية لقتل المتظاهرين السلميين، فلعبت ورقتها، التي قد تكون الأخيرة لفض الاعتصامات في ساحة التحرير مستخدمة التيار الصدري الذي هاجمت ميليشياته (سرايا السلام) جموع المتظاهرين ببغداد.

إن ميليشيات الصدر التي توغلت في ميادين الاعتصام بساحة التحرير مثل: حصان طروادة بين المحتجين تحت تسمية (القبعات الزرق) بحجة «دعم الثورة وحماية الثوار»، سرعان ما أشهرت أسلحتها وعصيها الغليظة لمهاجمة الشباب في بناية المطعم التركي المطلة على نهر دجلة، والتي تُشرف على المنطقة الخضراء من جهة الرصافة، والتي كان قد اتخذها الشباب المعتصم منذ ما يقرب من 4 أشهر حصناً لهم وأطلقوا عليها اسم «جبل أُحد»، حتى أن الأجهزة الأمنية والميليشيات المسلحة عجزت عن إجبار المعتصمين على تركها، لكن ميليشيات سرايا السلام تمكنت من طرد سكانها بقوة السلاح، إذ أظهرت صور وفيديوهات انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي عناصر من (القبعات الزرق) وبأيديهم مسدسات وهراوات، وشباب من المتظاهرين أصيبوا بجروح بليغة في أنحاء متفرقة من أجسادهم.

إن الصدر، المقيم في مدينة قم الإيرانية بحجة الدراسة الفقهية، كان قد سحب أنصاره من ساحة التحرير وقرر علناً عدم دعمها والمشاركة فيها، لكنه عاد عن قراره بدفع من طهران لإفشال الثورة التي أوشكت على قطف ثمارها بإحداث تغيير جذري في النظام السياسي، بعد أن عجزت الأحزاب الشيعية الحاكمة عن ترشيح أحد أعضائها لمنصب رئيس الوزراء يلقى قبولا من الشارع العراقي، هذا قبل ترشيح محمد توفيق علاوي المرفوض هو الآخر من قبل المتظاهرين.


وكعادته وتقلبات مواقفه، أمر زعيم التيار الصدري ميلشياته (سرايا السلام) باقتحام ساحة التحرير لفض التظاهرات بالقوة، وتأييد ترشيح محمد علاوي المدعوم من قبل الأحزاب الشيعية الحاكمة وطهران.


من جهتهم، رفض المعتصمون بقوة هذه الهجمة وقرروا الاستمرار ببقائهم في ساحات الاعتصامات بعد أن فقدوا أكثر من 600 شهيد وأكثر من 20 ألف جريح على مدى الأشهر الأربعة الماضية، لكن الخوف كل الخوف من أن تدفع هذه الأحداث باشتباكات مسلحة بين أنصار الصدر والمتظاهرين قد تتطور لحرب أهلية، وهذا بالضبط ما تسعى طهران وميليشياتها وعملاؤها في العراق إليه لدحض ثورة الشباب.