السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ترامب.. استمرار الفشل الأمريكي

قبل صفقة القرن التي أفرج عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبارها «الفرصة الأخيرة»، عرفت القضية الفلسطينية تاريخاً من جهود السلام الأمريكية، التي لم ينجح واحد منها في الوصول إلى حل واقعي للقضية.

في أعقاب حرب 1967، دعا القرار 242 الصادر عن مجلس الأمن إلى «انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلت خلال النزاع الأخير»، مقابل أن تحترم دول المنطقة سيادة كل منها الأخرى، ووحدة أراضيها، واستقلالها، وأسَّس هذا القرار لكثير من مبادرات السلام، لكن صياغته غير الدقيقة، فيما يتعلق بالأراضي المحتلة - هل هي كل الأراضي أو بعضها؟ - عقّدت الجهود على مدى عقود.

في 1970 اقترح وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، وليام روجرز، 3 خطط ركزت على إنهاء الحرب بين إسرائيل ومصر، ودعت إلى أن تكون القدس «مدينة موحدة» على أن تتولى إسرائيل والأردن معاً إدارة شؤونها المدنية والاقتصادية والدينية، ودعت أيضاً إلى «تسوية» أوضاع اللاجئين الفلسطينيين فقط، ثم جاء مشروع بريجنسكي، مستشار الرئيس كارتر لشؤون الأمن القومي، سنة 1977.


وفي أعقاب احتلال إسرائيل للبنان، حث رونالد ريغان على «بداية جديدة» لحل الصراع العربي الإسرائيلي، واقترح مرحلة انتقالية مدتها 5 سنوات لتأسيس حكم ذاتي للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.


وفي 1991 اعتبر جورج بوش الأب أنه «لا بد أن يقوم السلام على قاعدة قراري مجلس الأمن رقم 242 و338 ومبدأ الأرض في مقابل السلام»، أما جورج بوش الابن فقد دعا لإقامة دولة فلسطينية، جنباً إلى جنب مع إسرائيل «في سلام وأمن»، وفي عهد أوباما أقنع وزير خارجيته المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين باستئناف محادثات السلام في واشنطن، ولم تحقق المحادثات أي شيء، وعلقتها إسرائيل في أبريل 2014.

أما خطة ترامب، فلا شك أنها الأسوأ من كل ما تم طرحه، ولا شك أن مصيرها لن يختلف عن سابقاتها، ليس فقط لأنها لا تحمل مقومات الصفقة العادلة التي من أبسط شروطها الالتزام بالوساطة النزيهة، ولكن لأنها لا تطرح حلاً من الأساس.

خطة ترامب تريد إنشاء دولة على أساس ديني، دولة تضع 6 ملايين فلسطيني في «سجون» محاصرة داخل حدودها، دولة تخطف الجولان وتستأثر بالقدس وتضم غور الأردن، وتحرم كل صاحب حق من حقه.. فعن أي سلام يتحدثون؟