الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

له من اسمه نصيب كبير

لا يمكن الحديث عن مصر خلال السنوات الماضية، دون الحديث عن الأزهر، ودور شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الذي أعاد للأزهر بريقاً كان قد توارى طويلاً، وحافظ خلال فترة حكم الإخوان على دوره التنويري والسياسي، وذكّرنا بمشايخ الأزهر الذين لعبوا دوراً وطنياً خلال المراحل التاريخية المختلفة في مصر، بمقاومة الاحتلال الفرنسي والإنجليزي.

لا يقل الدور الذي لعبه أحمد الطيب عن ذلك، وهو الذي أطلق مبادرات التهدئة خلال الفترة التي أعقبت 25 يناير 2011، مبادرة تلو المبادرة، وأطلق الوثائق الجامعة حول دولة مدنية تفتخر بعروبتها وإسلامها، وثيقة تلو الأخرى، ووقف حجر عثرة طوال عام كامل، بل طوال 3 أعوام، أمام مشروع الإخوان، الذي كان يريد القضاء على الأزهر ومشروع الإسلام الوطني، ولا يزال يقف، ويواجه الإرهاب والظلامية في الأزهر، الجامع والجامعة والمشيخة.

هذا الرجل الذي حافظ على مصر طوال سنوات ما بعد الفوضى، لم تكن مصر وحدها خلالها هي المهددة، بل الإسلام الوسطي الذي يقوده الأزهر، الذي أفضل أن أدعوه دائماً بالإسلام الوسطي، وكان أسهل ما يمكن أن يفعله أن يتخلى عن مكانه أو يصمت، لكنه آثر الصمود، حتى خرج يوم 3 يوليو مع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ليعلن انحيازه لثورة الشعب المصري، ويؤكد أن الإسلام لا يمكن اختطافه من قبيل فصيل سياسي، أو أيديولوجية تتخفَّى وراء الإسلام لتحقيق أغراض أخرى.


وسوف أعيد مرة أخرى ما سبق أن كتبته عن الرجل، حيث استطاع الشيخ أحمد الطيب أن يكون حالة مصرية خالصة، يحبها المصريون، ويرونها رمزاً تنويرياً لهم، هذه الحالة التي تصاحب الشيخ أحمد الطيب من القبول أينما ذهب، بدأت عندما تم اختياره لكي يكون شيخاً للأزهر، رغم بعض الأصوات الصادرة من بعض الاتجاهات السياسية، التي انتقدت قرار توليه الإمامة الكبرى، إلا أن هذه الأصوات اختفت وسط تيار الترحيب برجل يحمل من الصفات ما سمع الناس عنها ولمسها من اقترب منه، والأمل في أن يعيد للأزهر المكانة، التي هي له بحكم التاريخ والمكانة والأثر في العالم، وهو ما استطاع فعله منذ ذلك الوقت حتى الآن.