السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ترامب ـ بيلوسي.. والولاية الثانية

استفز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، عندما تجاهل مصافحتها، قبل أن يبدأ خطاب حالة الاتحاد الذي امتد لقرابة الساعتين، الذي كان خطاباً مفصلاً يعرض إنجازات الرئيس، وهي بالفعل إنجازات تستحق الإشادة إذا ما ثبت أنها كما رواها وروج لها ترامب.

وقد اختير عنوان خطاب الاتحاد الذي ألقاه ترامب: «العودة الأمريكية العظيمة»، حيث بدا واضحاً أن ترامب يلازم خطه الرئيس في محاولة استثارة المشاعر والنزعات القومية على طريقة «أمريكا العظيمة».

ويبدو بوضوح أن الرئيس الأمريكي خلال السنوات الثلاث الماضية قد أثبت للأمريكيين أن الإنجازات الاقتصادية والسياسية لا يمكن تمريرها كنجاح سياسي، دون أن يتم ربطها بعناصر ونزعات القومية والهوية الثقافية الأمريكية التي تبهرها الإنجازات الحية التي يمكن مشاهدتها، وقد اصطحب ترامب عينات من أفراد أمريكيين واجهوا مشكلات في حياتهم وتم تجاوزها أو حلها، ففي بعض هذه الحالات أعلن حلولاً لمشاكلهم فقوبل بوابل من التصفيق.


إن الكلمات التي ألقاها ترامب جعلت المكان يضج بالتصفيق الحار والمستمر مع كل جملة، تأكيداً لحصوله على التأييد، وإثباتاً لأن تلك الإنجازات التي يتحدث عنها ترامب هي حقائق ملموسة وواقع معيش، ومع كل ذلك فإن الخلاف الديمقراطي - الجمهوري كان حاضراً بوضوح، خاصة أن الرئيس ترامب تجاوز مرحلة التنافس مع الديمقراطيين إلى مرحلة النقد الشديد، وتبني فكرة فشلهم في جميع ملفاتهم، وعدم قدرتهم المستقبلية على تقديم الإنجازات لأمريكا.


ومع نهاية خطاب ترامب حدث ما لم يكن بالحسبان وأمام الشعب الأمريكي كله وفي خضم التصفيق الحار والاحتفاء، أمسكت بيلوسي نسخة من خطاب ترامب ومزقته أمام الكاميرات في مشهد درامي يثبت أن الرئيس ترامب يستعد وبقوة لتنفيذ قفزته الثانية من فوق نانسي بيلوسي، التي قادت مرحلة يمكن الحكم عليها بأنها تعاني من الأزمات المباشرة، وخاصة أنه لا يوجد هناك شخصية ديمقراطية بارزه تلفت النظر لمنافسة الرئيس ترامب.

من الواضح أن ترامب لا يزال يحمل الكثير من الإنجازات للشعب الأمريكي داخلياً، وقد تبدو أزماته الفعلية المستقبلية بشكل أكثر وضوحاً في سياسته الخارجية، وخاصة خلال السنوات الأربع المقبلة، فالطبيعة السياسية الخارجية التي أدار بها ترامب البيت الأبيض خلال السنوات الماضية لا تتوازى مع إنجازاته الداخلية.