الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

انتخابات دلهي.. الأهمية السياسية

عاصمة جمهورية الهند «نيو دلهي» تقع في ولاية دلهي (الاسم الرسمي: «منطقة العاصمة دلهي»)، ولا يفصل بينهما شيء إلا أن نيو دلهي اسم للجزء من المدينة الذي أنشأه البريطانيون، والذي يضم البرلمان وقصر الرئاسة ومبنى المحكمة العليا والمكاتب الحكومية وسفارات الدول، و«دلهي» هي المدينة القديمة التي ظلت مركزاً لحكم الملوك المسلمين قرابة 650 سنة.

ولاية دلهي ليست ولاية «كاملة الحقوق والامتيازات» مثل الولايات الهندية الأخرى، حيث تتقاسم الحكومة المركزية وحكومة الولاية إدارة منطقة العاصمة، فعلى سبيل المثال يقع الحفاظ على الأمن والنظام العام تحت اختصاص الحكومة المركزية، وأما بقية الأمور الإدارية فتتصرف فيها حكومة الولاية.

إن ولاية دلهي الآن في خضم انتخابات المجلس التشريعي التي جرت يوم السبت 8 فبراير، فيما ستعلن النتائج غداً الثلاثاء.


ويواجه «حزب عام آدمي» (حزب الرجل العادي) منافسة شديدة من «حزب بهارتيا جاناتا» الحاكم في المركز الذي يترأسه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وحزب المؤتمر الذي حكم الولاية 15 سنة متتالية قبل وصول حزب عام آدمي إلى سدة الحكم في 2015، بعد أن حقق انتصاراً تاريخياً كاسحاً بالفوز بـ67 مقعداً من أصل 70 مقعداً في المجلس التشريعي للولاية.


ومنذ إعلان هيئة الانتخابات الهندية لتاريخ الاقتراع لولاية دلهي حمي وطيس الحملات الانتخابية بين 3 أحزاب رئيسة، ونظراً لخطورة نتائج هذه الانتخابات على الصعيد الوطني على خلفية الاحتجاجات الشعبية الواسعة في أرجاء الهند ضد قانون تعديل الجنسية الجديد والسجل الوطني للمواطنين المزمع تطبيقه، لا يدخر حزب ناريندرا مودي أي جهد في استمالة الناخبين حتى لو اقتضى ذلك إثارة قضايا حساسة مثل احتجاج السيدات المسلمات في منطقة شاهين باغ.

ويرى المحللون أن نتائج هذه الانتخابات ستكون حاسمة جداً، حيث قد تؤثر في الطريقة التي ستتصرف بها حكومة مودي مستقبلاً في التعامل مع الأوضاع السياسية الناشئة في الهند عقب تمرير قانون الجنسية.

ومن جهة أخرى، فقد ركز «حزب عام آدمي» بقيادة الوزير الأول للولاية أرويند على إبراز إنجازات حكومته خلال مدة حكمه في مجالات التعليم والصحة، وتحسين البنى التحتية ودعم أسعار الكهرباء والماء للمستهلكين ولا سيما للفقراء منهم، وتوفير وسائل النقل بالمجان للنساء والطلبة، وغيرها من الإجراءات التي لقيت استحسان ورضى قطاع كبير من سكان دلهي، فلننتظر ما ستكشف عنه صناديق الاقتراع.