الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

ترامب.. وتراجُع الدور الأمريكي

هناك سؤال يدور هذه الأيام عن موقف الإدارة الأمريكية في ظل فترة رئاسية ثانية للرئيس دونالد ترامب، وهو شيء متوقع أمام إنجازات اقتصادية ملموسة حققها ترامب، ابتداء بمواجهة قضية البطالة وانتهاء بأموال كثيرة دخلت الاقتصاد، وتكفي صفقات السلاح والمنح والعطايا التي حصل عليها ترامب في سنوات حكمه.

وتؤكد الأحداث أن هناك مؤشرات كثيرة تبين تراجع الدور الأمريكي في ظل سياسة التخبط والانفلات التي شهدها القرار الأمريكي في السنوات الماضية، لذا فمن الممكن أن هذا التراجع قد يفرض واقعاً جديداً. من ناحية أخرى، لا يمكن تجاهل عودة روسيا إلى الساحة العالمية بقوة، حيث شهدت السنوات الأخيرة امتداد هذا النفوذ إلى مناطق كثيرة أهمها الشرق الأوسط، والآن الجيش الروسي يتواجد في المياه الدافئة، وفي الحدود مع تركيا، وفي سوريا، وفي ليبيا، وهناك تشكيلات من المرتزقة الروس ينتشرون في أكثر من دولة أفريقية، كما أن هناك قواعد عسكرية في الدول العربية.

إن روسيا تحارب اليوم في أكثر من بلد عربي، ولا شك أن هذه العودة جاءت على حساب الوجود الأمريكي، خاصة بعد رحيل الاتحاد السوفياتي، وانفراد أمريكا بقيادة العالم بضع سنوات، يضاف إلى ذلك أن روسيا الآن دخلت منافسة قوية لإنتاج أنواع جديدة من الأسلحة المتقدمة، مع استخدام أساليب حديثة من التكنولوجيا كانت أمريكا تتفوق بها.


ورغم كارثة كورونا في الصين والخسائر الفادحة التي تحمّلها الاقتصاد الصيني، إلا أن الصين أصبحت قوة اقتصادية لا يستهان بها، وقد فرضت منتجاتها في كل شيء على أسواق العالم، بل إنها غزت أسواق أوروبا وأمريكا، وأصبحت تهدد قلاع الصناعة في العالم كله.


إن الصين سوف تتجاوز كارثة كورونا في وقت قصير، وهي بكل المقاييس تمثل تهديداً لأكبر اقتصاديات العالم وفي مقدمتها الاقتصاد الأمريكي.

أما في محور المواجهة مع إيران، فيبدو أن أمريكا خسرت الكثير، فلا هي حاربت ولا هي بقيت عند حدود نفوذها القديم، فإيران أصبحت طرفاً في قضايا العراق رغم الاحتلال الأمريكي، وهي التي تفرض وصايتها الدينية والسياسية، كما أنها لم تخسر شيئاً في وجودها في دول الخليج، بل إن لها قوات في سوريا وتحارب في اليمن، وتحمي حزب الله في لبنان، وهذا النفوذ الإيراني كان على حساب الدور الأمريكي وربما يزداد الوجود الإيراني على حساب المصالح الأمريكية في العالم العربي على وجه الخصوص.

لا شك أن موقف الرئيس ترامب من القضايا العربية، خاصة قضية الشعب الفلسطيني كان متخاذلاً، فافتقد إلى العدالة، وسوف ينعكس مشروعه في صفقة القرن على العلاقات بين الشعوب العربية والإدارة الأمريكية في السنوات الأربع المقبلة، خاصة أنها ستكون خاتمة حكم ترامب في البيت الأبيض إذا حظي بثقة الأمريكيين مجدداً.