الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

العالم.. والتصدي لـ«كورونا»

في الوقت الراهن، أصبح فيروس كورونا المتجدد يمثل الشغل الشاغل للعالم في الحياة اليومية، ووصل الأمر حداً من الخطر دفع الدول المصدرة للنفط للتفكير في اتخاذ تدابير إضافية لتخفيض إنتاجها، بعد أن انخفض سعر برميل برينت من النفط الخام إلى 54 دولاراً بسبب تراجع الطلب.

ووفقاً لما يقوله بعض المحللين، فإن الأثر الذي يسببه الفيروس الجديد يمكن أن يؤدي إلى تداعيات تشبه تلك التي رافقت الأزمة المالية العالمية لعامي 2008 و2009. حتى الآن، لم نر ردَّات الفعل العالمية القوية للحد من انتشار الفيروس، ما دفع البريطانيين للإسراع في التحضير لإجراءات الانسحاب من عضوية الاتحاد الأوروبي، وفشل محاكمة عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الكونجرس.

من جهة أخرى، خلال الأسبوع الماضي بدأت عشرات شركات الخطوط الجوية العالمية بإلغاء رحلاتها المبرمجة إلى الصين، وفضلت بعض دول العالم الأكثر اهتماماً بسلامة مواطنيها إجلاء رعاياها المقيمين أو الذين يقومون بزيارة الصين.


وقبل أسبوع، استخدمت روسيا طائرتين للنقل العسكري لإجلاء 147 من مواطنيها من مدينة ووهان الصينية الموبوءة، وتم حجرهم جميعاً في سيبيريا لمدة أسبوعين بعد أن قدمت لهم السلطات الصحية كل ما يحتاجونه.


وأرسلت روسيا أيضاً مساعدة إنسانية للصين تتضمن مليوني قناع واقٍ من العدوى مع كمية ضخمة من المضادات الفيروسية.

ووفقاً لآخر البيانات الصادرة عن السلطات الصينية، فإن عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا بدأ يتناقص، بعد أن بلغ عدد المصابين به أكثر من 40 ألفاً مات منهم ما يزيد عن 1000 مصاب.

ويوم 11 فبراير الماضي، اجتمع ممثلو دول مجموعة بريكس الخمس في مدينة سان بطرسبورغ الروسية لمناقشة مشكلة تفشي فيروس كورونا الجديد في الصين، وحرصت دول بريكس على تأكيد التزامها بتركيز الجهود المشتركة والجماعية على دعم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية لمكافحة الداء ذي الانتشار السريع، كما أعربت تلك الدول عن حزنها الشديد لموت ضحايا المرض، وأعربت عن تعازيها لأسر الموتى، وأعلنت عن تمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.

إن دول مجموعة بريكس مستعدة الآن للعمل يداً بيد مع الصين لدعوة المجتمع الدولي لتعزيز التنسيق مع منظمة الصحة العالمية، للتصدي للخطر وحماية صحة المواطنين على المستويات الإقليمية والدولية والتصدي لحالات انتشار الوباء.

وكما أعلنت دول بريكس الخمس بالفعل عن التزامها بالعمل المشترك وبروح من المسؤولية والعمل التطوعي والتعاوني لمواجهة هذه المشكلة الصحية بالسرعة الممكنة، وأكدت تلك الدول على أهمية تجنّب التمييز والمبالغة في ردات الفعل أثناء مواجهة هذا الخطر.

وتعمل دول بريكس على تعزيز التعاون والتنسيق في البحوث المتعلقة بالأمراض الوبائية، التي تشكل خطراً على الصحة العامة لشعوب العالم وتدعو إلى بذل الجهود المشتركة للتعرف على الفيروسات الخطيرة والتصدي لها، ومنع انتشارها باستخدام الأدوات والتكنولوجيات العلمية الحديثة بما فيها أنظمة الاختبار التي يتم تطويرها في دول بريكس.