الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

دلهي.. وانتصار كيجريوال المدوّي

أسفرت انتخابات دلهي التي جرت في 8 فبراير الجاري عن نتائج كانت متوقعة، واتسمت بحملات انتخابية شرسة، احتدمت بين حزب «عام آدمي» (الرجل العادي) الذي يترأسه أرويند كيجريوال وبين «حزب بهارتيا جاناتا» الحزب الحاكم في المركز الذي يمثله رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

وتلونت الحملات الانتخابية في شوطها الأخير بالعنف الكلامي الذي استخدمه بعض قادة حزب بهارتيا جاناتا حتى وصل بهم الأمر إلى أن وصفوا كيجريوال بـ «بالإرهابي»، ورفع بعضهم نعرات مثيرة للكراهية، وركزوا في حملاتهم على مناهضة الوقفة الاحتجاجية النسائية في حي «شاهين باغ» ذي الأغلبية المسلمة منذ شهرين ضد قانون المواطنة الجديد.

وبالمقابل، حاول حزب «عام آدمي» - ضمن استراتيجية مدروسة وذكية - تجنب مواجهة حزب بهارتيا جاناتا والتركيز بدلاً من ذلك على قضايا الحوكمة الجيدة، وإبراز إنجازات الحكومة في مجالات التّعليم والصحّة وتحسين المرافق الأساسية ودعم أسعار الكهرباء والماء للمستهلكين ولا سيّما للفقراء منهم وتوفير وسائل النّقل بالمجّان للنّساء والطلبة؛ ونالت هذه الإجراءات رضا شريحة كبيرة من سكّان دلهي، ولا سيّما من الطبقتين المتوسطة والفقيرة.


وأظهرت نتائج استطلاع آراء الناخبين مساء يوم الاقتراع التي أجرته القنوات التلفزيونية الإخبارية فوز حزب الرجل العادي، إلا أن وزير الداخليّة السيّد أميت شاه - الذي أدار شخصيّاً غرفة الحملات الانتخابية ضد كيجريوال - والزعماءَ الآخرين من الحزب كانوا قد رفضوا تلك النتائج مؤكدين أن حزب بهارتيا جاناتا سوف يفاجئ الجميع بتحقيق فوز درامي في الانتخابات.


لقد حقّق حزب الرجل العادي فوزاً مذهلاً إذ حصد 62 مقعداً من أصل 70 مقعداً في المجلس التشريعي، وحصل على 54% من الأصوات، فيما حصد حزب بهارتيا جاناتا 8 مقاعد بنسبة 38.5% من الأصوات، أما حزب المؤتمر فلم يحصد إلا 4% من الأصوات في أسوأ أداءٍ له في تاريخ الحزب منذ الاستقلال.

أما بخصوص الأثر السياسي لنتائج هذه الانتخابات، فيرى بعض المحلّلين أن حزب مودي قد يكثّف دعايته المناوئة للمسلمين مستقبلاً، ولكنّ السيد أميت شاه في سياق تحليل أسباب هزيمة حزبه اعترف بأن النعرات البذيئة التي رُفعت خلال الحملات الانتخابية قد أضرّت بحزبه، وأما بشأن التعامل مع الاحتجاجات الشعبية الواسعة في أنحاء الهند ضد قانون المواطنة والسجل الوطني للمواطنين، فلا أحد يعرف حقيقةً كيف ستتصرف الحكومة إزاءها.