السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

عالم تهدده الكوارث

في منتصف شهر يناير 2020، صدر تقرير حول الأخطار التي تهدد العالم، أشرف على صياغته 750 خبيراً وصانع قرار، وتنبأ بأن العالم سيشهد المزيد من الانقسام السياسي وتباطؤ النمو الاقتصادي.

وقال 78% من الخبراء الذين تم استطلاع آرائهم أثناء إعداد التقرير، إنهم يتوقعون تفاقم المواجهات الاقتصادية والانقسام السياسي داخل الدول خلال العام الجاري 2020، ويمكن أن تترتب على هذه الظواهر تداعيات كارثية وخطيرة، خاصة على البيئة طالما أن الأخطار الأساسية التي تهدد الأمن البشري تتعلق بالأزمات المناخية، وتراجع التنوّع البيولوجي الطبيعي، وانقراض الأنواع الحيوانية والنباتية.

ولأول مرة منذ بداية نشر التقرير السنوي حول المخاطر التي تهدد العالم، اجتمعت آراء الخبراء على أن أعظم 5 مخاطر تهدد كوكبنا خلال السنوات العشر المقبلة تتعلق بالبيئة والمناخ.


ومن بين أهم الكوارث البيئية المنتظرة التي يتناولها التقرير أحداث الطقس العنيفة التي تسبب الموت الجماعي وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة على نطاق واسع، وفشل سياسات الدول والشركات في التخفيف من حدة التغيرات المناخية، والجرائم التي يقترفها البشر في حق البيئة، وتضاؤل التنوع البيولوجي، فضلاً عن الكوارث الطبيعية الكبرى مثل: الزلازل والمد البحري (تسونامي) والبراكين والعواصف المغناطيسية الأرضية.


ويمكن أن نضيف إلى هذه الكوارث ارتفاع مستوى سطح البحار وتكرار الحرائق في الغابات الواسعة المتبقية على سطح الأرض.

وفي بداية العام الجاري، سجل العلماء لأول مرة أعلى درجة حرارة في القارة القطبية الجنوبية بلغت 20 درجة مئوية.

والآن، يأتي التحدي الجديد وغير المنتظر من انتشار وباء فيروس كورونا، وعلى خلفية الارتفاع السريع في عدد المصابين بالفيروس في الصين، يحذّر العلماء من أن يصبح ثلثا سكان العالم ضحايا له، وقالوا أيضاً: إن متابعة حالة تفشي الداء في الصين توحي بأن عدد المصابين به حول العالم قد يصل إلى عدة مليارات، والآن يبلغ هذا العدد في الصين وحدها 64 ألف مصاب.

ويمكن القول بشكل عام إن السلام على الأرض أصبح أكثر هشاشة، وكما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 5 فبراير الجاري: «لسوء الحظ، فإن البشرية تجد نفسها اليوم مرة أخرى في مواجهة سلسلة من الأخطار، فالصراعات الإقليمية تتضاعف، ومخاطر الإرهاب والتطرف تتزايد بسرعة، ونظام مراقبة التسلح أتى على نهايته، والاقتصاد العالمي يعاني من عدم الاستقرار».

وهذا العام، يتوقع خبراء عالميون أن تتعمّق ظاهرة الانقسام الاقتصادي والسياسي على المستوى العالمي بما يعزز الحاجة البشرية الماسّة لأن يتخذ قادة دول العالم خطوات فعّالة للتصدي للمخاطر والتحديات الجديدة المتعددة.

وبما أن الاضطرابات الجيوسياسية تزيد من مشكلة عدم الاستقرار التي يعاني منها العالم، فلقد أصبح من الضرورات العاجلة التركيز على العمل الدولي الجماعي لمواجهة تلك المخاطر.

وما فتئت روسيا تكرر باستمرار الدعوة لاتخاذ إجراءات تنسيقية عاجلة، تهدف لتحقيق الاستقرار الاستراتيجي وتشكيل نظام عالمي عادل.