الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أربع نظريات.. كلها خطأ

كورونا عائلة فيروسية كبيرة، تخوض معركة ضد الإنسان منذ عشرات السنين، وقد كان «السارس» أشهر أفرادها إلى أن جاء كورونا 2019 ليتفوق على السارس وعلى غيره شهرة واهتماماً.

ثمّة نظريات عديدة بشأن الفيروس الجديد، والذي ظهر في مدينة ووهان الصينية ثم خرج منها، وكلها تتحدث عن مؤامرة.

النظرية الأولى، والتي نشرتها صحيفة «واشنطن تايمز»، تشير إلى أن الفيروس قد جرى تخليقه معملياً، وقد حدث خطأ غير مقصود حين أفلت الفيروس من «معهد ووهان لعلم الفيروسات» حيث يجري إنتاجه، إلى خارج أسوار المعهد، وبذلك كانت الصين التي أنتجت، هي أيضاً التي استهلكت ذلك السلاح الحيوي الجديد.


النظرية الثانية، والتي تبناها زعيم «الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي» جيرينوفسكي، هي: أنّ السلاح الحيوي هو سلاح أمريكي، يهدف إلى قتل ملايين الصينيين، وكذلك إضعاف الاقتصاد الصيني وهزيمته، وداخل هذه النظرية يوجد فريقان: فريق يرى أن واشنطن قد زرعت الفيروس في الصين أثناء مشاركة المئات من الجنود الأمريكيين في دورة الألعاب العسكرية.. حيث لم يذهب الجنود لحمل الكأس وإنما ذهبوا لزرع شيء آخر.


بينما يرى الفريق الثاني أن الفيروس قد جرى هندسته الوراثية ليكون «قنبلة جينيّة»، أي أن الفيروس بات موجهاً، ويستهدف الجينات الصينية دون غيرها، وهذا أول تطبيق لاستخدام السلاح الجيني في الصراع الدولي.

النظرية الثالثة، تشير إلى أن شركات الدواء الكبرى والتي تقف في العادة وراء الكارثة والحل، هي التي أنتجت الفيروس، ثم إنها أيضاً من سيجني مليارات الدولارات لمواجهته، وقد نجحت هذه الشركات من قبل في خلق رعب عالمي من فيروس إنفلونزا الخنازير، والذي يقول العلماء إنه لم يكن يستحق كل هذا الهلع، لكن الشركات نجحت في كسب أرقام خيالية من الأموال جرّاء صناعة الخوف.

النظرية الرابعة، تشير إلى مؤامرة صينية ضد الشركات الأمريكية والغربية، ومفادها أن الصين أرادت طرد الشركات الأمريكية من الصين، وشراء أسهمها بأبخس الأسعار، فقامت بنشر حالة الخوف والذعر، لأجل أن يقوم الأجانب ببيع ممتلكاتهم والتنازل عن استثماراتهم بأسعار أقل، وهو ما عاد على الصين بعائدات كبرى وأصول جديدة.

لا يوافق العلم على النظريات الأربع المذكورة، وإنما يذهب العلماء إلى أن تطور «كورونا 2019» هو تطور طبيعي، وليس جرّاء هندسة وراثية.

ويدرك العلماء أن الوقاية أمر مهم للغاية، لكنها لن تكون كافية، كما يدركون أن الحل الوحيد سيبقى في الوصول إلى لقاح، ذلك أن زحام البشر بات جزءاً من طبيعة الحياة، إذْ يعيش 4 مليارات إنسان في أقل من (1%) من مساحة الأرض، كما أن مطاراً واحداً مثل مطار ووهان الدولي يشهد (20) مليون رحلة سنوياً من بين أكثر من 4 مليارات رحلة في العالم عام 2019 وحده.