الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ابحثوا عن «زاتارا فاميلي»

قد تكون المحاذير الاجتماعية وثقافة «العيب» سبباً في عدم وجود إحصائيات رسمية موثقة لنسبة الطلاق في مجتمعنا، وعلى أي حال يلاحظ الجميع أنها ترتفع بوتيرة متسارعة، ولكن ما هي الأسباب؟.

قد تكون مفاجأة للبعض إن قلنا: إن خروج المرأة للعمل أصبح أحد أسباب ارتفاع نسبة الطلاق، فالمرأة التي تعمل لمدة تصل إلى 15 ساعة يومياً في بعض الحالات، وتذهب إلى العمل في نهاية الأسبوع والعطلات هي بالضرورة تفعل ذلك على حساب ترابط أسرتها.. سعياً منها لما يطلق عليه «تحقيق الذات»، والسير على خطى ثقافة غربية تقوم على ما يسمى التوازن أو المساواة بين الجنسين.

وفي الوقت الذي نسير نحن في هذا الطريق، فإذا بنا نرى بالغرب يدرك أن مواجهة مشكلات التفكك الأسري أمر حتمي، وبالنظر إلى تجربة الدول الإسكندنافية لمواجهة خطر انشغال المرأة عن منزلها، نرى أن السويد منحت الأب والأم إجازة مدفوعة بنسبة 80% من الراتب لمدة 480 يوماً لرعاية الطفل، حتى يتجاوز مرحلة الطفولة.


بل إن الأمر تطور إلى ما هو أكثر من ذلك، فقد أصبحت الأسرة الإسكندنافية أكثر اعتماداً على التعليم عن بعد الأقل كلفة، كما منحت المرأة وقتاً للحياة مع أطفالها، وتربيتهم عن قرب، مما يجعل الأسرة أكثر تماسكاً، ويمكننا نقل ما يخدم مجتمعنا من هذه التجارب، ومنها وصولهم تحديداً لحلول عملية للإبقاء على المرأة تحديداً، وكذلك الرجل بنسبة ما في المنزل من أجل أسرة أكثر تماسكاً، ومن ثم مجتمع أفضل.


امنحوا المرأة نسبة جيدة من راتبها مقابل الإبقاء عليها في المنزل لرعاية أسرتها، وعلينا كذلك إيقاف نزيف المدارس الخاصة التي تستهلك الجزء الأكبر من دخل الأسرة، يمكن للمرأة حينما تجلس في منزلها لمساعدة الأبناء دراسياً وتوفير مبالغ كبيرة تذهب للدروس الخصوصية، ولماذا لا نصبح أكثر جرأة في الأخذ بحلول التعليم عن بعد، لتوفير المبالغ الطائلة التي ندفعها للمدارس الخاصة.

ابحثوا عن Sailing Zatara في يوتيوب، فقد ألهمتني هذه العائلة التي تبحر حول العالم بواسطة قارب شراعي، يتعلم أفرادها معاً، ويعيشون معاً، ويكتسبون الخبرات معاً، ويواصلون الدراسة عن بعد.. إنه الترابط في أعلى مستوياته، صحيح أنها تظل حالة خاصة، ولكنها نموذج لإيمانهم بالترابط العائلي، هم يفعلون ذلك، ونحن لا نزال نشعر بصعوبة في تحقيق التوازن بين عمل المرأة ورعاية عائلتها.