الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

من سينافس ترامب؟

في سباق الرئاسيات الأمريكية، يتأرجح جو بايدن في ميدان المناظرات التلفزيونية مع منافسيه من المرشحين الديمقراطيين حيث متعة الممارسة الديمقراطية تبدو جلية، وهي تجري هذه الأيام في المدن الأمريكية، بزخم يجعل بلاد العم سام في مهرجان، يتمتع فيه المتلقي بالروح التنافسية القوية، والتي قد تكشف عن حقائق مدهشة، وربما تكون محرجة بعض الأحيان للمتنافسين أنفسهم.

فمن منظور التواصل السياسي، تُعَدُّ الديمقراطية حواراً مدنياً، وهي عبارة عن سجال مستمر وجدال محتدم، ولكن كل ذلك لا يخلف للود قضية، لأن الكل في نهاية المطاف وعبر تأثير هذه المناظرات التليفزيونية في مسار الانتخابات، يبحث عن أفضل مرشح من بينهم ليمثل حزبهم، وليُنافس المرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب، الذي يبحث عن ولاية ثانية.

إنّ المُعاصرة بمعطياتها، منحت هذه المناظرات إثارة كبرى على مستوى الممارسات التواصلية للعملية الديمقراطية، بما تقدمه عبر المنصات التلفزيونية بزخم كبير من الأهمية، فالمرشحون يدخلون إلى حلبات المناظرة في عناق، يتبادلون الابتسامات، وسرعان ما ينقلبون رأساً على عقب عندما تبدأ المناظرة.


في هذا السياق شهدت الأسابيع الماضية تنافساً حامي الوطيس بين المرشحين الديمقراطيين في السباق نحو البيت الأبيض، في لاس فيغاس ونيو هامبشاير ونيفادا، والتي كشفت عن انقسامات سياسية وشخصية عميقة بين المرشحين الديمقراطيين الستة: جو بايدن، والسيناتور بيرني ساندرز، والسيناتور إليزابيث وارين، والسناتور آمي كلوبوشار، وعمدة نيويورك السابق مايك بلومبرغ، وبيت بوتيج وهو من المثليين.


وواجه الملياردير مايك بلومبرغ حملة قمع لا هوادة فيها من منافسيه بتهم مذهلة، لخصتها إليزابيث وارين بقولها: «إنه سيكون مرشحاً محفوفاً بالمخاطر» للحزب الديمقراطي.

وفي خضم هذه المنافسة سخر ترامب من الجميع، واصفاً نفسه بالفائز الحقيقي، في محاولة تبدو أنها لإخفاء خوفه من فوز جو بايدن، الذي سيشكل حتماً خطراً عليه إذا واجهه وجهاً لوجه.

وليس هناك شك في أن الفائزين والخاسرين في المناقشات السابقة واللاحقة هم الديمقراطيون، وعليه هناك أسئلة حول اليوم الحاسم في ساوث كارولينا في 29 فبراير المقبل.. فهل يمكن للمرشحين أن يتكاتفوا خلف المرشح المثالي؟، وإذا لم يفز جو بايدن رجل أمريكا القوي والحكيم في هذه المناظرة، فمن يمكنه عبور دونالد ترامب في السباق الرئاسي؟