الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

التقارب الروسي - الإسلامي

خلال ما يقارب 3 عقود على وجودها، تأسست روسيا عقب انهيار الكيان السوفيتي السابق، على أساس دورها المتزايد في النظام العالمي كبلد مثالي لتحقيق السلام والوئام بين الطوائف والأعراق.

وانتشرت الصحوة الإسلامية فيها، والتي بدأت في النصف الثاني من عقد الثمانينات، نتيجة لتحرير المجتمع الروسي من أوغاد الأيديولوجيات المرفوضة، والاعتراف بدور الدين كإحدى أهم الركائز الروحية.

وتواصلت بعد ذلك عملية تعزيز العلاقات الروسية مع العالم الإسلامي، وكانت أهم أحداث هذا التقارب قد تجلت بانضمام روسيا إلى منظمة التعاون الإسلامي كعضو ملاحظ، وتأسيس «مجموعة الرؤية الاستراتيجية الروسية الإسلامية»، وخلال السنوات القليلة الماضية، بدأت روسيا اتصالاتها حتى مع الخطوط المترددة في المنظمات الإسلامية، والتي سرعان ما غيّرت مواقفها من روسيا.


وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي د. محمد بن عبدالكريم العيسى خلال لقاء مع رئيس مجلس الدوما فياشيسلاف فولودين أثناء زيارته الأخيرة لروسيا: «إن روسيا هي نموذج الدولة التي يسودها السلام والوئام»، كما قال خلال اجتماع في الغرفة العامة المدنية في 9 أبريل 2019: «اليوم، أصبحت روسيا مثالاً يُحتذى به للعديد من الدول الأخرى».


وخلال المرحلة الأولى من عودة الحياة الإسلامية، بدأت أعداد متزايدة من الحجيج الروس بالتوجه إلى البقاع المقدسة، وفي عام 1990 بلغ عددهم نحو 1500 حاج كانت رحلتهم متزامنة مع تعزيز العلاقات الدبلوماسية الروسية مع المملكة العربية السعودية.

وفي شهر مايو 1991، افتتحت السفارة الروسية في الرياض.

ونحن نتابع بارتياح التزايد السريع في عدد الحجاج الروس منذ سنوات العقد الأول من القرن الـ21، حيث لم يحقق عدد الحجاج زيادة تُذكر بين عامي 1990 و1993، ولكن منذ عام 2003، كان عددهم يتضاعف عاماً بعد آخر دون انقطاع.

ففي عام 2003 بلغ 4300، ثم 6200 في عام 2004، و9100 في عام 2006، و12500 في عام 2007، و26500 في عام 2008، ولا شك في أن تزايد عدد الحجاج يعبر عن العمل المهم الذي يقوم به مجلس الحج وبعثة الحج الروسيين.

وكان من الأحداث المهمة التي تجدر الإشارة إليها في هذا المجال، الزيارة التي قام بها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى روسيا عندما كان ولياً للعهد في سبتمبر 2003، ثم جاءت بعدها الزيارة الأولى التي قام بها الرئيس فلاديمير بوتين إلى الرياض، وفي أكتوبر من عام 2017 قام الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بأول زيارة إلى روسيا.

وفي شهر أكتوبر 2019، قام الرئيس بوتين بزيارة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهي الزيارة التي مثلت نقطة تحول في تطور العلاقات بين موسكو ودول الخليج.

ولم تتوقف علاقات الصداقة عن التطور بين روسيا وبعض الدول الإسلامية الواقعة إلى جنوبها وخاصة تركيا وإيران.