الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الخطر الصيني.. ودول المواجهة

جنباً إلى جنب مع الفرص الاقتصادية المغرية التي تقدمها الصين للعالم، كان هناك شعور عام بالخوف من «مخاطر الصين» الخبيئة، وهي التي لم يكن أحد مستعداً لمواجهتها أو التي كان يتم تجاهلها عمداً، والآن، أصبحت حقيقة واقعة.

في الصين التي تشكل المركز الرئيس للأزمة، سُجلت 78497 إصابة و2744 قتيلاً بسبب فيروس كورونا الجديد حتى 26 فبراير، وفقاً لدوائر الصحة العمومية الصينية، وكانت الضربة القاسية للانفجار الصيني الوبائي تلك التي سجلت قريباً من الحدود الصينية مع كوريا الجنوبية حيث ارتفع عدد المصابين بالالتهاب بسرعة ليبلغ 1146 و11 قتيلاً حتى اليوم المذكور، وهذا ما دفع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن لإعلان حالة الطوارئ القصوى يوم 25 فبراير.

وتعرضت اليابان بدورها لضربة قاسية حيث سجلت فيها 147 حالة من بينها 11 من الذين غادروا السفينة السياحية «دايموند برينسيس»، التي وصلت إلى ميناء يوكوهاما، وتم تسجيل 8 حالات موت، منها 4 على متن الباخرة.


ويوم 26 فبراير، أعلن رئيس وزراء اليابان شينزو آبي عن تدابير مضادة لتفشّي الوباء بصورة أوسع، وطلب من الأمة اليابانية اعتماد كل وسائل الوقاية والحذر من أجل التخفيف من درجة الخطر.


ويتخوف معظم الناس من انتشار وبائي سريع في كل اليابان يدفع الناس للجري نحو المستشفيات للفحص وتلقّي العلاج، وبما سيؤدي إلى تناقل العدوى بشكل أسرع في المنشآت الطبية، وإصابة نظام الخدمات الصحية بالشلل.

وهذا الانهيار للنظام الطبي بسبب الضغط الكبير للمصابين، والخوف الشديد لعامة الناس، هو بالضبط ما حدث في ووهان وأدى لتسجيل حالات موت كثيرة في صفوف أولئك الذين حرموا من الرعاية الصحية بسبب حدوث الانهيار، ولقد وضعت الحكومة اليابانية سياستها على أساس تجنب تكرار «سيناريو ووهان» في اليابان .

والفيروس بحدّ ذاته ليس قاتلاً لمعظم الناس، ويكاد يخلو من الأعراض القوية ويسبب الأعراض المشابهة للإصابة بأنفلونزا خفيفة يمكن الشفاء منها بسرعة، ولكنه يؤثر بقوة على كبار السن ويتسبب في موتهم انتقائياً بالتهاب رئوي لا يمكن علاجه. يُذكر أن مجتمعات اليابان وكوريا الجنوبية متقدمة في السن، ومعرضة أكثر من غيرها لانتشار العدوى القاتلة لهذا النوع الجديد من فيروس كورونا.

ومن ناحية أخرى، تُعد اليابان وكوريا الجنوبية دولتي «المواجهة» المباشرة مع الأخطار الآتية من الصين الجارة، وهما تبذلان أقصى ما تستطيعان من جهود لمنع التأثيرات السلبية للأزمة من الانتشار إلى العالم، وينبغي على دول الشرق الأوسط أن تحضر نفسها للصدمة في الوقت الذي أصبحت فيه دول المواجهة في شرق آسيا في حالة امتصاص للموجة الأولى من الوباء، إلا أن هذه الدول لا تفعل في الحقيقة شيئاً غير شراء المزيد من الوقت لمصلحة الآخرين.

وينبغي للمجتمع الدولي أن يتعلم كيف يتعايش مع فيروس كورونا وغيره من الأمراض، مثلما تعايش مع الأمراض في الماضي.