الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

عربية على أبواب عمادة باريس

لم يكن أحد يتوقع أنه سيأتي يوم تكون فيه مرشحة حزب الجمهوريين اليميني رشيدة داتي الفرنسية من أصل مغربي ـ جزائري الأكثر حظاً للفوز بمنصب عمدة باريس في الانتخابات البلدية المقبلة.

رشيدة داتي وزيرة العدل في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي تعتبر من بين الشخصيات السياسية الأساسية التي يعول عليها اليمين التقليدي لإنعاش أجندته، وترسيخ دوره الذي تلاشى في السنوات الأخيرة، بسبب الانتكاسات الانتخابية المتتالية.

مفاجأة من العيار الثقيل جاءت في نتائج آخر استطلاعات الرأي أظهرت تصدر رشيدة داتي المراتب الأولى أمام عمدة باريس الحالية الاشتراكية آن هيدالكو، وأمام مرشحة حزب الرئيس إيمانويل ماكرون وزيرة الصحة السابقة أنيس بوزان، ومنافسها المباشر أستاذ العلوم الرياضية المنشق عن حزب ماكرون سيدريك فيلاني.


داتي التي كان اختيارها أصلاً من طرف حزب الجمهوريين عملية صعبة وعسيرة تستفيد حالياً من ظروف سياسية إيجابية، تتمثل في التقاء عدة عناصر ورياح مؤاتية تسهم في الدفع بها نحو الانتصار وتحقيق المفاجأة الكبرى.


العنصر الأول يكمن في الاستقالة المدوية لمرشح حزب «الجمهورية إلى الأمام» بنجمان كريفو بسبب فضيحة أخلاقية، ومجيء أنييس بوزان وزيرة الصحة في وقت متأخر من الحملة الانتخابية مكان كريفو يجعل من مهمتها عملية مستحيلة.

العنصر الثاني له علاقة بكون الرأي العام الباريسي والطبقة السياسية التي تسوقه في العاصمة، حيث قد يتوق في معظمه إلى البحث عن بديل لعمدة باريس الحالية في إطار سياسة التناوب السياسي، فالاشتراكية آن هيدالكو اتبعت سياسة في طريقة إدارة شؤون مدينة باريس خلقت لها معارضة شرسة تحلم بإسقاط حكمها، وربما تدعم رشيدة داتي فقط لإبعادها عن منصب عمدة باريس.

سطوع نجم رشيدة داتي في هذه الظرفية يحمل مغزى سياسياً كبيراً بالنسبة للمعادلة السياسية الوطنية، ففي وقت سابق كانت معاهد الدراسات السياسية تتنبأ بمنازلة انتخابية رئاسية بين الرئيس ماكرون وأيقونة اليمين المتطرف مارين لوبين تعتبر في حد ذاتها إعادة لمعركة الرئاسيات الماضية.

عودة رشيدة داتي إلى لعب الأدوار الأولى قد ينعش آمال اليمين التقليدي في إمكانية أن يكون له دور ومرشح، قد يؤثر على مجرى هذه الانتخابات، ويرغم كلاًّ من إيمانويل ماكرون ومارين لوبين على إعادة النظر في استراتيجيتهما الانتخابية للفوز بقصر الإليزيه.