السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

بدائل الصراع العربي - الإسرائيلي

يبدو أن العالم العربى لم يعد طرفاً في كل ما يجري الآن على الساحة بما فيها الشعوب العربية، فنحن أمام خريطة جديدة تماماً تتصارع فيها قوي أجنبية.

فمنذ سنوات كان هناك ما يسمي الصراع العربي - الإسرائيلي وكانت قضية فلسطين هي المحور الذي يدور حوله الصراع، وكان هذا الصراع يقوم على أكثر من جانب، فكانت هناك مواجهة عسكرية انتهت بنصر أكتوبر في عام 1973، ثم جاءت كامب ديفيد لتغلق ملفات الحرب وتؤكد أن أكتوبر آخر الحروب، ثم جاءت مرحلة ما يمكن أن نسميه المفاوضات السرية بين الدول العربية وإسرائيل.

وفي ظل كل هذه الأحداث والتطورات انتهت فكرة الحرب بين العرب وإسرائيل، وتوارت قليلا القضية الفلسطينية ليبدأ صراع آخر بين الفلسطينيين أنفسهم، ابتداء بمفاوضات أوسلو وانتهاء بالقضاء على أهم رموز القضية الفلسطينية ياسر عرفات، والشيخ ياسين، وهنا اختفت صورة الصراع العربي - الإسرائيلي وأصبحت حكايات من الماضي.


ومع تراجع قضية الصراع كانت نهاية عدد من أهم الجيوش العربية كما حدث في سوريا والعراق ما بين الاحتلال والحروب الأهلية، وخلت الساحة تماماً من كل ما كان يقال عن الصراع العربي - الإسرائيلي وحتى غزة وجماعة حماس انتهى الأمر بها إلى صراع بين فتح وحماس، وأصبحت الخلافات بينهما تتجاوز درجة العداء مع العدو الإسرائيلي.


لا أعتقد أن إسرائيل قد نعمت بحالة من الأمن والاستقرار والسلام كما هي الآن، وإن المكاسب التي حققتها في ظل الرئيس ترامب تجاوزت كل ما حصلت عليه منذ إنشائها في عام 1948.

إن الصراع المقبل في المنطقة لن يكون صراعاً عربياً - إسرائيلياً ولكنه سيكون صراعاً على الغنائم نحن أمام أربع دول عربية خرجت من دائرة المواجهة والصراع، وهي سوريا والعراق وليبيا واليمن وهناك دول أخرى خرجت تحت راية السلام وهي مصر والأردن من خلال اتفاقيات ملزمة، وعلى الجانب الأخر هناك دول عربية كانت بعيدة تماما عن هذا الصراع بحكم الموقع الجغرافي وحسابات الدور التاريخي.

وبعد أن كان الصراع من أجل قضية فلسطين فإن الصراع انتقل إلى دول يمكن أن تكون مجالا لتوزيع الأدوار والغنائم، فهناك دول مرشحة للتقسيم وأخرى للاحتلال وثالثة للتبعية.

وأمام هذا الواقع الخطير فإن تركيا تبحث عن دور كبير وهي ترشح نفسها للقيام بدور الزعامة، وعلى الجانب الآخر فإن إيران تحسب نفسها الآن من القوى الكبرى.

إن صفقة القرن دخلت بالقضية الفلسطينية إلى مسارات جديدة في ظل ترتيبات جديدة لعلاقات أكثر أهمية بين العرب وإسرائيل، بل أن هناك حسابات كثيرة تؤكد أن إيران هي العدو الأخطر، وأن تركيا أصبحت الآن تمثل مشروعاً توسعياً وأن الصراع القادم ربما يكون تركياً – إيرانياً – إسرائيلياً.